العدسة – جلال إدريس

المرأة هي الجنس اللطيف في هذه الحياة، هكذا تحب أن تصف نفسها دائما، لكن هذا المخلوق الرقيق، سرعان ما يتحول إلى “وحش كاسر” يفتك بكل من يقف في طريقة، إن تنامى إلى سمعها أن زوجها سيتزوج عليها، أو أنه سيذهب إلى غيرها.

ورغم أن الشريعة الإسلامية، أباحت للرجال الزواج بأكثر من إمرأة، إلا أن تلك القضية لا تزال أبرز القضايا الشائكة في مجتماعتنا العربية، وتسببت في هدم كثير من البيوت، وتشريد الآلاف من الأسر.

وفي الوقت الذي تتلقى فيها بعض الزوجات تلك “الصدمة” بطلب الطلاق، تسعى أخريات إلى الانتقام لنفسها من الزوج والزوجة الثانية، بحيل وأساليب وطرق مختلفة، أحدثها كان قيام زوجة  الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية، بالإبلاغ عن زوجته “الرقابة الإدارية”، والتعاون مع الأجهزة الأمنية للإطاحة به والقبض عليه؛ لزواجه من امرأة أخرى.

لكن المثير في الأمر أن زوجة محافظ المنوفية، التي أبلغت عن زوجها، هي “زوجة ثانية” لكنها قررت الانتقام منه، حيث تزوج المحافظ من امرأة ثالثة.

“العدسة” يرصد في التقرير التالي تفاصيل تلك الواقعة، وتفاصيل أخرى لنماذج وأشكال وطرق مختلفة للانتقام سلكتها بعض الزوجات حيال أزواجهن بعد أن تزوجوا عليهن:

أبلغت عنه النيابة الإدارية

محافظ المنوفية

محافظ المنوفية

 

بحسب مصادر مطلعة، فإن زوجة الدكتور هشام عبد الباسط محافظ المنوفية، وهي الزوجة الثانية، هي من ساعدت الجهات الرقابية في القبض عليه  لاتهامه فى قضايا فساد، وذلك انتقاما منه بعد أن تزوج عليها زوجة ثالثة، حيث إن الثانية هي من تعاونت مع الجهات الرقابية وأطاحت به.

وأوضحت المصادر أن الرقابة الإدارية تراقب المحافظ منذ أكثر من أربعة أشهر، وتم تسجيل مكالمات صوتية تخص وقائع القضية بمساعدة زوجته، ليتم القبض عليه لاحقا بسببها.

وأكدت المصادر، أن الزوجة الثانية للمحافظ، والتى تعمل بهيئة الرقابة الإدارية، لعبت دورا كبيرا فى الإيقاع بالمحافظ، بعد أن تزوج من ثالثة قرابة الخمسة أشهر، وأدلت بمعلومات تفيد تورط زوجها المحافظ فى قضايا فساد، وأخبرت رجال الرقابة الإدارية بتحركاته وخطوط سيره، وظلت على هذا الوضع طيلة الأشهر الأربعة الماضية، حتى تم القبض على المحافظ.

وأضافت المصادر، أنه تم القبض على المحافظ، وكل من ” ر ح ” صاحب معرض للسيارات بشبين الكوم، و “ش ع” رجل أعمال، علاوة على ضبط 2 مليون جنيه .

ووفقا لصحيفة اليوم السابع، فإن الرقابة الإدارية ألقت القبض على المحافظ بمدينة السادات، بسبب واقعة تخصيص قطعة أرض لأحد رجال الاعمال “رضا ح”، وقالت مصادر إنه تم رصد القضية من جانب الرقابة الإدارية، وتسجيل المكالمات الهاتفية التى تمت بين المحافظ واثنين من رجال الأعمال إلى أن تم القاء القبض عليهم اليوم .

سعودية تنتقم بالزيت الحار

المواطن السعودي

المواطن السعودي

 

وبعيدا عن واقعة الإبلاغ عن الزوج التي شهدتها مصر انتقاما منه لزواجه بثالثة، فإن المملكة العربية السعودية شهدت في أكتوبر الماضي، واقعة انتقام أخرى، لكنها لم تكن عن طريق الأجهزة الأمنية، بل كانت عن طريق الشروع في جريمة قتل.

المرأة السعودية، قررت الانتقام من زوجها عن طريق إحراق زوجها بالزيت المغلي، انتقاما منه بعد أن تزوج عليها من امرأة أخرى.

وبحسب مانشرته “صحيف سعودية”، في شهر أكتوبر الماضي، فإن إمرأة مقمية بمحافظة بيشة بالمملكة، أقدمت على حرق زوجها عبد الله سعيد، عن طريق سكب الزيت المغلي الحار ليطال الزيت أغلب أنحاء جسدة، ويرقد حتى الآن في المستشفى يعالج من آثار الحروق.

الشرطة السعودية ألقت القبض على السيدة، وتم توجيه الاتهام لها بإحراق زوجها، بينما ظهر زوجها وهو يصرخ في أحد المستشفيات ويستغيث بالمسؤولين السعوديين لإعطائه الرعاية اللازمة.

الانضمام لداعش وسيلة أخرى

تنظيم الدولة الإسلامبة

تنظيم الدولة الإسلامبة

 

وفي مارس 2015، لجأت سيدة عراقية لحيلة ماكرة، لتعكير صفو زواج “زوجها” من امرأة ثانية ليلة الدخلة، حيث قامت المرأة بتقديم بلاغ هاتفي لشرطة العاصمة العراقية “بغداد” ليلة زفافه على زوجته الثانية، بأنه “داعشي” وينتمي لتنظيم الدولة، وسيقوم بعملية تفجيرية في تلك الليلة.

الشرطة، داهمت منزل الزوج ليلة الدخلة بالفعل وقبضت عليه، واقتادته إلى مركز الشرطة، بينما تعرضت الزوجة “العروس لحالة إغماء، ليتضح بعد ذلك أن ما حدث هو مجرد بلاغ كاذب، وأنه خدعة من الزوجة الأولى.

وأظهرت التحقيقات أن “الزوجة الأولى” قامت بالاتصال الهاتفي بالشرطة ليلة دخلته على زوجته الثانية، وذلك بعدما انتهى أصدقائه من زفافه، وطلبت من  الشرطة  الإسراع بالقبض عليه، لأنه بحسب وصفها إرهابي خطير، ويؤوي في منزله متفجرات، وينوي القيام بعملية تفجيرية ليلة زفافه.

وبعد إظهار حقيقة ما حدث، وأن البلاغ كان محاولة للانتقام من الزوج، قامت الشرطة بالقبض على الزوجة الأولى، بتهمة البلاغ الكاذب، ولكن بعد أن حرمت ضرتها من زوجها فى ليلة الدخلة .

كويتيه أحرقت المعازيم والحضور

 

وفي دولة الكويت، وتحديدا في عام 2009، أقدمت امرأة كويتية على تصرف انتقامي غير مسبوق، تسبب في مقتل نحو 56 طفلا وامرأة، بينهم 9 نساء سعوديات.

الانتقام هذه المرة مختلف تماما، حيث أقدمت المواطنة الكويتية نصرة العنزي على إشعال النار في خيمة كان يقام بها حفل زواج زوجها بزوجة ثانية، ما تسبب في مقتل عشرات النساء والأطفال.

الحريق وقتها التهم خيمة الحضور، الذين لم يكن لهم ذنب سوى أنهم لبوا دعوة العرس، فنتج عن الحريق وفاة 56 امرأة وطفلاً، بينهم تسع نساء سعوديات كن داخل الخيمة، حينما استخدمت الجانية “البنزين” لارتكاب جريمتها، متعمدة إحراق الخيمة.

وبعد أن أطفئ الحريق ودفن الضحايا، تم القبض على الجانية، لتكون المفاجأة في اعترافاتها، حيث أكدت أن الدافع وراء فعلها هو الانتقام من زوجها صاحب الشخصية “الضعيفة” أمام شقيقاته اللاتي قمن بطردها من منزل العائلة، الذي كانت تسكنه، وقررن تزويجه مرة أخرى، متعمدات تدمير حياتها وحياة طفلها الوحيد، وقررت إثر ذلك الانتقام من الزوج وشقيقاته.

نار الغيرة التي أحرقت قلب “المواطنة الكويتية”، امتدت لتحرق عشرات الأطفال والنساء، لتقوم السلطات السعودية بعد ارتكاب المرأة جريمتها بعدة سنوات بالقصاص منها، وتنفيد حكم الإعدام بحقها.

مصريات يلجأن للسلمية الموجعة

وبعيدا عن انتهاج العنف الذي تتخذه كثير من الزوجات طريقا للانتقام من أزواجهن بعد الزواج من أخرى، فإن حواء تلجأ في بعض الأوقات إلى طرق سلمية للانتقام من الرجل، لكنها في أغلب الأوقات تكون بمثابة السلمية الموجعة، تستعمل فيها النساء كيدهن ودهائهن للانتقام من الزوج، دون أن يرتكبن جريمة تعرضهن للملاحقة القانونية.

وخلال مايلي نعرض نماذج واقعية، انتقمت فيها بعض النساء بطريقة ذكية، وربما توصف بالخبيثة:

الطريقة الأولى: تقول إحدى الزوجات إنها رأت أن أفضل طريقه تنتقم بها من زوجها، بعدما تزوج من أخرى، هي ألا تعير انتباها لفعلته، ولا تتسبب بمشاكل، ولكنها سوف تبالغ وترهقه بطلبات الأبناء وزيادة مصاريفهم المادية ومتطلباتهم، حيث إن أكثر ما يرهق الرجل هو الديون.

الطريقة الثانية: تقول فيها زوجة أخرى، إنها قررت اتباع نهج إرهاق الزوج بالديون، ولكن بطريقه مبتكرة، فطلبت من ابنها أن يقوم بافتعال الكثير والكثير من المخالفات المرورية وفواتير الهاتف، مما يضطر الزوج إلى دفع جميع الفواتير والمبالغ الضخمة.

الطريقة الثالثة: بينما ذهبت امرأة أخرى لطريقة أكثر دهاءً، حين تزوج زوجها من أخرى، حيث طالبت منه أن تسكن بالدور السفلي من المنزل، ومن ثم أقنعته أن يقوم بتسجيل الشقة باسمها، نظرا لمساهمتها معه في بناء البيت، وعقب حصولها على الشقة طالبت بالطلاق، وتزوجت من آخر، وأصيب الزوج بهوسة عقلية دخل على أثرها مستشفى الأمراض النفسية، حيث كان عليه أن يشاهدها تدخل وتخرج من منزلها مع زوج آخر.