العدسة – باسم الشجاعي
مابين دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر، مساحة كبيرة من الخلاف، بدأت في يونيو الماضي، استخدمت فيه أبو ظبي طرقا كثيرة للنيل من الدوحة، كُشف النقاب مؤخرا على أحدها، كان بطلها شركة أجنبية ساعدة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” على الفوز بانتخابات الرئاسة العام الماضي.
وبحسب شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية، فإن شركة بيانات (اسمها كمبريدج أناليتيكا) أقرت في وثائق قدمتها لوزارة العدل الأمريكية (Cambridge Analytica)، أنها تلقت مبلغ 333 ألف دولار من الإمارات، لشن حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عام 2017، تربط القطريين بالإرهاب.
وشركة “كمبريدج أناليتيكا” تابعة لمؤسسة “إس سي أل سوشيال ليمتد”، وهي من الشركات التي جذبت انتباه المحققين التابعين للمدعي العام الخاص المكلف بالتحقيق في مزاعم تدخل روسيا بانتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة.
وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية، أن العقد المبرم بين مؤسسة “إس سي أل سوشيال ليمتد” والمجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، والبالغة قيمته 333 ألف دولار، تضمن تصميم إعلانات متعددة، ونشرها على “فيسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى مصحوبة بوسم “#قاطعوا_قطر” (boycottqatar#) يربط الدوحة بالإرهاب.
وبعيدًا عن المشهد الحالي في الخليج بحصار دولة قطر، فإن التاريخ يؤكد أن الأزمة متجذرة؛ حيث حاولت كل من “السعودية والإمارات” احتواء إمارة قطر في مهدها قبيل التأسيس على الحدود الحالية، ثم دخلت هذه الدول في صراعات حدودية بعد ذلك مع قطر بعد التأسيس.
“ترامب” كلمة السر
ولكن يبدو بحسب ما نشرته شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية الأمريكية، فإن الأزمة جاءت بمباركة الرئيس الأمريكي، الذي كانت أول زيارة له خارجيا للسعودية.
وهذا ما أكدته الكاتبة السورية الدكتورة “هدى جنات”، التي قالت: “قد يعتقد الكثيرون أن أسباب الأزمة الخليجية القطرية كما تردد عبر الإعلام، أو كما تم ترويجه، هو دعم قطر للإخوان المسلمين، أو تحالفها الإستراتيجي مع إيران، أو تصريحات الأمير القطري تميم الأخيرة… يؤسفني أن أقول لكم إن السبب الحقيقي للأزمة لا علاقة له بما ذكر في الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي… كل ما تم تدواله لا يتجاوز قنبلة صوتية أو الغبار الذي تم نثره لإخفاء السبب الحقيقي”.
ووفقًا لبعض التحليلات، فإن الإدارة الأمريكية فرضت مبلغًا كبيرًا من المال على ثلاث دول خليجية من بينها قطر، ولماذا تلك الدول الثلاث بالذات؟ والإجابة لأنها أكبر الدول التي توجد بها قواعد أمريكية، وأعداد كبيرة من المارينز، والتي اعتبرها “ترامب” منذ بداية حملته الانتخابية خدمات للخليج ولا يجب تقديمها مجانًا، إذا ما فاز وأصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية.
ويذكر أن “ترامب” كان سبق زيارته للسعودية، بتغريدة على حسابه على موقع “تويتر”، تقول: “الخليج لديه الكثير من المال ولا ينفق سوى القليل”، ثم اتضحت الصورة أكثر بعد عودته من الرياض؛ حيث بشر الأمريكيين بالغنائم الكبيرة التي جلبها من الخليج، والتي ستنتج ملايين الوظائف، عبر تدوينة أخرى.
ليست المرة الأولى
ما كشفته شبكة “إن بي سي نيوز” الإخبارية، ليس الأول من نوعه في تورط الإمارات بأمور “مشينة”؛ حيث سبق وأن أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن ضلوع أبو ظبي ومسؤولين كبار فيها بجريمة القرصنة التي تعرض لها الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، في 24 مايو الماضي.
وألمحت “واشنطن بوست” في تقرير نشرته في يوليو الماضي، إلى أن المسؤولين الأمريكيين علموا بنتائج تحليل للمعلومات التي جمعتها المخابرات الأمريكية، وبينت أن مسؤولين إماراتيين على أعلى المستويات ناقشوا خطة الاختراق، في 23 مايو الماضي.
ويذكر أن عملية الاختراق كانت وقعت في 24 مايو الماضي، وجرى نشر تصريحات منسوبة لأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، وذلك بعد فترة وجيزة من انتهاء الرئيس “ترامب” من قمة جمعته مع قادة من بلدان الخليج وبلدان عربية وإسلامية في المملكة العربية السعودية، تحدث فيها عن مكافحة الإرهاب.
وفور نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر، سارعت وسائل إعلام دول خليجية إلى اعتبارها مناهضة لسياسات دول الخليج، وانطلقت حملة انتقادات غير مسبوقة من وسائل إعلام سعودية وإماراتية ضد قطر، وأعلنت الإمارات والسعودية حجب موقع قناة الجزيرة القطرية وعدد من الصحف القطرية، على الرغم من نفي قطر لهذه الاتهامات وإعلانها عن قرصنة الوكالة.
وأكدت المعلومات التي أوردتها “واشنطن بوست” ما وصلت إليه التحقيقات القطرية التي جرت بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بشأن عملية الاختراق، وأكدت تلك التحقيقات أن دولا من المنطقة اخترقت موقع وكالة الأنباء القطرية وصفحات تابعة للوكالة على مواقع التواصل الاجتماعي.
اضف تعليقا