العدسة – إبراهيم سمعان
التهديد المتزايد لإيران، سيدفع الأمير محمد بن سلمان، حاكم المملكة العربية السعودية مستقبلا، إلى إعادة النظر بشكل عملي في التحالفات الإقليمية الحالية، حيث يبدو أن إسرائيل ستكون الحصن الآمن القوي لمملكة آل سعود.
تحت هذه الكلمات علقت صحيفة ” israelvalley” الناطقة بالفرنسية، على التقارب بين الرياض وتل أبيب، خاصة عقب تقرير أوردته “واشنطن تايمز”، تؤكد فيه أن وفدا عسكريا سعوديا زار إسرائيل قبل بضعة أشهر لبحث الدور المتزايد لطهران في المنطقة.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي، الذي لا يزال مقيدا من قبل الملك الحالي، مقتنع بأن التحالف القوي مع إسرائيل سيضمن بقاء النظام الملكي السعودي، كما أن جيرانها، سيكونون أيضا على استعداد لحذو حذوها عندما يحين الوقت.
ووفقا لما ذكرته “واشنطن تايمز”، يبدو أن الجانبين الإسرائيلي والسعودي يتقاسمان قدرا كبيرا من التعاون العسكري، بعد الكشف عن الوفد الذي أرسلته الحكومة السعودية إلى إسرائيل لبحث جملة أمور، منها التأثير المتزايد لإيران في المنطقة.
ونوهت ” israelvalley” إلى سعي المسؤولين السعوديين حاليا للحصول على نظام الدفاع الصاروخي “القبة الحديدية”، ونظام “تروفي” وهو عبارة عن نظام دفاعي نشط، تم إنتاجه من خلال شركتي أنظمة “رافائيل” الدفاعية المتقدمة “وإلتا” الإسرائليتين، ومصمم لحماية ناقلات الجند والدبابات من الأسلحة المضادة للدروع المباشرة والموجهة، على هيئة حماية نصف كروية.
وبحسب التقرير “على الرغم من رفض السعودية التعليق رسميا على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، يبدو أن العلاقات بين الجانبين التي تطورت سريعا، سيكشف عنها علنا، خلال الأيام المقبلة”.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن “واشنطن تايمز” القول: إن العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى شهدت نموا كبيرا، خصوصا بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث لم تتخذ المملكة ولا مصر موقفا عدائيا ضد هذا القرار، وبذلك يمكننا أن نتنبأ بأن التحالف بين الرياض والقدس يتغير بسرعة”.
وأكدت أن القضية الفلسطينية شهدت خلال الأسابيع الماضية تطورات غير عادية، مشيرة إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية من المرجح جدا أن يدفع الكثير بسبب تصريحاته الأخيرة، بينما سيكون لدى إسرائيل الفرصة لتكوين صداقات جديدة.
وكان الرئيس “عباس” تطرق، في خطابه خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع المجلس المركزي بمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لملفّ العلاقات مع “إسرائيل”، والإدارة الأمريكية، ومشروع التسوية، وأوسلو، وشنّ هجوماً غير مسبوق على الرئيس دونالد ترامب، بعد كشفه عن بعض تفاصيل “صفقة القرن” وعروض “العاصمة البديلة”، وصرح “عباس” للمرة الأولى، بأنه تلقّى عرضاً بإعلان بلدة أبو ديس، قرب القدس المحتلة، عاصمة للدولة الفلسطينية، وقال “عباس” في خطابه: “يعرضون علينا حالياً أن تكون أبو ديس عاصمتنا، وأبلغنا “ترامب” أننا لن نقبل مشروعه، و”صفقة القرن” هي صفعة وسنردّها”.
وذكرت “القناة الثانية” الإسرائيلية، أن خطاب “عباس” الذي اتسم بالحدة وبإدانة إسرائيل والولايات المتحدة، جاء عقب “إبلاغه من قبل السعوديين بتفاصيل خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام، التي يعتزم طرحها، والتي تدعم بشكل كبير مصالح إسرائيل”.
وبنود الخطة، وفقا لما أوردته القناة، هي: “أقل من دولة للفلسطينيين، استمرار سيطرة إسرائيل على الشؤون الأمنية، تواجد عسكري إسرائيلي دائم في غور الأردن، لا إخلاء للمستوطنات، و”فيتو” إسرائيلي بخصوص المكانة النهائية للقدس، ما سيتم التفاوض عليها لاحقا من قبل الأطراف، ولن يتم تناول قضية اللاجئين”.
يشار إلى أن صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قد نقلت عن مصادر وصفتها بـ”المطلعة”، أن ولي العهد السعودي اقترح على “عباس” أن تكون بلدة أبو ديس عاصمة لفلسطين.
ووفقا للصحيفة “ابن سلمان أعطى الرئيس الفلسطيني مهلة شهرين للقبول بالصفقة، وإلا سيكون مجبراً على الاستقالة”، مؤكدة أن هذه التفاصيل، التي وصفتها بـ”المثيرة”، جاءت عقب المفاوضات التي عقدت بين “عباس” وابن سلمان، وراء الأبواب المغلقة في الرياض، في نوفمبر الماضي.
كما ادعت الصحيفة، أن ابن سلمان اقترح على الرئيس الفلسطيني تعويضاً عن هذه التنازلات، وخاصة تقديم مساعدات مالية إلى الفلسطينيين و”عباس” شخصيا، ولكن الأخير رفض هذا المقترح، زاعمة أن إحدى أفكار السعوديين كانت تقضي بتخصيص أراض إضافية للدولة الفلسطينية المستقبلية في شبه جزيرة سيناء، بدلا عن تلك التي ستخسرها بموجب الخطة، غير أن مسؤولا آخر غربياً أفاد بأن السلطات المصرية قد نفت هذه الفكرة.
اضف تعليقا