من جديد أثار نائب رئيس الوزراء السوداني، وزير الاستثمار، مبارك الفاضل، الجدل حول اتجاه الحكومة السودانية بدعوته إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، بالنظر إلى الموقع الذي يشغله في مطبخ صناعة القرار، ولا سيما أنها جاءت بعد تصريحات سابقة لوزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، الذي أكد أنه لا يوجد مانع من فتح النقاش حول التطبيع مع تل أبيب.
وبدت في الفترة الفائتة مغازلات بعضها واضح، والآخر مبطن بين الخرطوم وتل أبيب، إذ حاولت إسرائيل أكثر من مرة الإعراب عن تأييدها خطوات أميركا برفع العقوبات الاقتصادية مع السودان وفتح باب الحوار للتطبيع.
وزادت دعوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي عقب توقيع اتفاقية السلام الشامل مع الحركة الشعبية بقيادة الراحل جون قرنق وقادت بنهاياتها إلى انفصال السودان.
وزادت بوتيرة أكبر بعد الانفصال وفتح الحوار المباشر مع أميركا، إذ كان قبلها مجرد ذكر اسم إسرائيل أمرا محرّماً ومجرّماً. وصدرت دعوات التطبيع من قبل سياسيين في حزب المؤتمر الوطني الحاكم وآخرين ورجال دين، حيث صرح الداعية السوداني ورئيس حزب الوسط يوسف الكودة بالدعوة للتطبيع وأفتى فيها دينياً.
وفي حوار مع فضائية سودانية دعا وزير الاستثمار مبارك الفاضل إلى التطبيع مع إسرائيل لتحقيق مصالح البلاد، ورأى أن القضية الفلسطينية أخّرت العالم العربي، وأن هناك بعض الأنظمة استغلتها كذريعة وتاجرت بها.
ورغم مرور 48 ساعة على تصريحات الوزير إلا أنها قوبلت بصمت حكومي كامل، ولا سيما أن الوزير في الأساس انضم للحكومة ضمن الحقائب المخصصة للقوى المعارضة التي شاركت في الحوار.
اضف تعليقا