قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن ما أنجزه ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”، “تخريب الأسرة المالكة”، وذلك وفق ما أورده “برنارد هيكل”، أستاذ دراسات الشرق الأدنى ومدير معهد الدراسات في جامعة برينستون، في مقال له.
وأشار إلى أن القرارات الأخيرة التي اتخذها “بن سلمان” تنذر بكارثة قريبة على المملكة، وانتفاضة شعبية غاضبة ضد “آل سعود” خاصة بعد انتشار الفقر والبطالة وارتفاع الأسعار بصورة غير مسبوقة.
ويذكر أن نشرة الهيئة العامة للإحصاء السعودية “GaStat”، التي صدرت في أكتوبر 2017، تشير إلي أن معدل البطالة لإجمالي السكان السعوديين من 15 سنة فأكثر، بلغ خلال الربع الثاني من العام الماضي 12.8%، بواقع 7.4% للذكور 33.1% للإناث.
ووفقًا لبيانات السجلات الإدارية لدى الأجهزة الحكومية للربع الثاني من عام 2017، فإن إجمالي السعوديين الباحثين عن عمل بلغ 1,075,933 فردًا، يمثل الذكور منهم 216,352 فردًا، والإناث 859,581.
أستاذ دراسات الشرق الأدني، أكد في مقاله الذي نشر، أمس “الثلاثاء” 23 يناير، أنه بعد تعيين “بن سلمان”، وليًّا للعهد، في يونيو 2017، أصبح الرجل القوي في المملكة، ونجح في توطيد سلطانه رغم مشترياته غير الحكيمة، ومن ضمن ذلك شراء يخت وقصر في فرنسا، الأمر الذي عزّز الانطباع حوله بأنه رجل “جشع”.
وتابع، قائلًا:”بن سلمان” ورث دولة متشددة ذات قدرات إدارية محدودة، واقتصاد يعتمد إلى حدٍّ كبير على عائدات النفط، الذي انخفضت أسعاره، فالبلد مثقل بطبقة من المُلّاك ينتمون إلى الأسرة المالكة، يعبثون بالاقتصاد دون رقيب أو حسيب، كما أن الدولة تعاني من القطاع العام المتضخّم، والذي يوظّف نحو 70% من السعوديين.
وأضاف الكاتب، في ظل هذا الوضع المُعقّد جاء صعود “محمد بن سلمان”، بعد أن أثبتت دائرة الحكم في السعودية أنها غير قادرة على إصلاح النظام، فضلاً عن أن صعود ولي العهد جاء مخالفًا لتقاليد البيت السعودي، ومع صعوده حمل الشاب الطامح للسلطة، معه تغييرًا كبيرًا تمثّل في حرمان قطاعات كبيرة من الأسرة المالكة من امتيازاتها، وإجبار المؤسّسة الدينية على التخلّي عن هيمنتها، فضلاً عن محاولته إجراء إصلاحات في الاقتصاد والجيش.
اضف تعليقا