تستغل دولة الإمارات العربية المتحدة الأزمات والكوارث التي تمر بها دول قارة أفريقيا من أجل الاستحواذ على مواردها وبسط السيطرة والنفوذ على قرارات تلك الدول.

على سبيل المثال قامت الإمارات بتأجيج صراع مسلح بين الجيش السوداني النظامي وقوات الدعم السريع التي تسيطر على الذهب في السودان وذلك كي تستمر في جني الأرباح من وراء تلك الحرب.

أسفر القتال عن سقوط آلاف الضحايا ونزوح الملايين من دولة السودان بعدما أشعلت الإمارات فتيل الحرب.. لكن لبن زايد وإخوته استراتيجيات كثير لبسط تلك السيطرة على دول أفريقيا فكما استخدم القوة مرة فإنه يستخدم القوة الناعمة في غيرها.

سلطت تقارير عالمية الضوء على سيطرة الإمارات على قنوات التجارة الأفريقية وخاصة الموانئ في عدد من الدول منها العربية والتي أكدت أنها تنتهج نهجاً مشبوهاً في الاستحواذ عليها.

توسع أبوظبي المشبوه

أصدر المعهد الإيطالي للدراسات الدولية  (ISPI) دراسة تحدث فيها عن أن الإمارات تبني وجوداً جيوستراتيجياً متطوراً في القارة الأفريقية من خلال تطوير البنية التحتية بملايين الدولارات.

كما أكدت الدراسة أن الهدف وراء ذلك التطوير هو تأمين ممرات اقتصادية لها في القارة الأفريقية وهو ما يحرم الشعوب من مقدراتها التي تستولي عليها الإمارات بقوة المال بيد أن موانئ القارة الأفريقية هي مصدر رئيسي لبعض الدول الفقيرة في القارة.

كما أكدت الدراسة أن الإمارات أصبحت رابع أكبر مستثمر في القارة بعد الصين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بوتيرة متسارعة حيث أنها استحوذت على 7 موانئ من أصل 12 في فترة وجيزة.

تضارب المصالح 

كشفت الدراسة ذاتها أن وراء صفقات الإمارات في إفريقيا دوراً مشبوهاً خاصة بعدما تم ملاحظة الوتيرة السريعة التي تقوم بها أبوظبي في الاستحواذ على الموانئ غير أن الحكومة الإماراتية تدفع عن نفسها تلك الشبهة بقولها أنه استثمار طويل الأمد يدر على الشعب الإماراتي المكاسب.

لفتت الدراسة إلى أن الشركات التي تقف وراء الاستحواذ هي مملوكة لأشخاص ينتمون إلى العائلة الحاكمة وعلى رأسهم الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وإخوته وأولاده.

المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية أكد على أن شركات النقل والخدمات اللوجستية والخدمات البحرية الرئيسية التي تتخذ من الإمارات مقرًا لها مملوكة للعائلات المالكة الإماراتية عبر شركات قابضة، ولذلك فإن سياساتها تتداخل إلى حد كبير مع سياسات الحكومة.

الخلاصة أن محمد بن زايد يحاول بسط نفوذه على موانئ أفريقيا القارة الفقيرة التي تأثرت بالمجاعات والانقلابات والصراعات وهو ما اعتبرته الإمارات فرصة للصيد بالماء العكر وتحاول الآن السيطرة على موارد الشعوب.

اقرأ أيضًا : متحديًا العقوبات.. محمد بن زايد يدعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين