في تحقيق صحفي صادم، كشفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية تفاصيل خطيرة عن وقائع مرعبة يعيشها عدد كبير من العمال العاملين في أولمبياد 2024 المقرر إقامته في فرنسا.

وحسب التحقيق، تم رصد وجود مهاجرين غير مسجلين في موقع إنشاءات القرية الأولمبية، وحسب عشرة منهم فأنهم يتعرضون لـ “الاستغلال”، لذلك قرروا التحدث إلى محكمة بوبيني الصناعية (سين سان دوني)، بحسب فرانس إنفو يوم الثلاثاء 20 يونيو/يونيو 2023.

وأكدت نتائج التحقيق أن ظروف العمل السيئة لا تزال تشوه الاستعدادات لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، وأن العمال يتعرضون لانتهاكات تجعل حياتهم أشبه بالعبودية الحديثة.

العمال الذين تقدموا بالشكوى أصلهم من مالي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، يعيشون في فرنسا منذ عدة سنوات، بالرغم من ذلك، لا يحملون وثائق أثناء العمل في مواقع البناء، ويقولون إنهم عملوا في القرية الأولمبية على وجه الخصوص دون عقد عمل أو الحصول على رواتب أو إجازة مدفوعة الأجر أو حتى أجر إضافي.

وأكد هؤلاء العمال أنه يتعرضون لأسوأ أنواع “الاستغلال” الذي يقولون إنهم وقعوا ضحاياه، بل ويقولون إن الظروف التي يعيشونها أبشع من تلك التي اتهموا بها قطر.

الشهادات التي جمعها التحقيق من قبل العمال تقول إنهم تُركوا بلا أي معدات حماية لدرجة أنهم اضطروا إلى شرائها بأنفسهم. وجاء في إفادة موسى، أحد هؤلاء العمال: “ذات يوم شعرت بألم في ركبتي… سألت رئيسي إذا كان بإمكاني أخذ إجازة لمدة يوم أو يومين. قال لي: إذا لم تكن هنا يوم الاثنين، خذ أغراضك… لذلك اضطررت لمواصلة العمل رغم الألم… فرنسا ليست أفضل من قطر “.

هذه الشهادات حول ظروف العمل التي تم جمعها منذ عدة سنوات مقلقة بشكل خاص في بلد يُفترض أن يحمي فيه قانون العمل الموظفين أكثر من أي مكان آخر.

في استطلاع نشرته ليبراسيون نهاية عام 2022 حول ظروف عمل العمال غير المسجلين، تبين أن المواطنين الفرنسيين لا يريدون القيام بأعمال البناء المطلوبة في القرية الأوليمبية، لذلك لا يوجد سوى الأجانب فقط: باكستانيون لأعمال كهرباء، عرب لأعمال السباكة، أفغان لأعمال البناء… أما أصحاب البشرة البيضاء فهم في المكاتب.

منذ عام تقريبًا، أشار فحص تفتيش العمل بالفعل إلى وجود مهاجرين غير مسجلين في موقع القرية الأولمبية، ثم فتح مكتب المدعي العام في بوبيني تحقيقاً بشأن “تشغيل أجانب بدون تسجيل”.

لقد وعدنا بمواقع أولمبية نموذجية

في تصريحات خاصة رئيس الوزراء السابق جان كاستكس في عام 2021 حول الأوليمبياد، قال “نحن نستضيف عادةً الألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين في فرنسا كل مائة عام، فمن الأفضل، أصدقائي الأعزاء، أن أكون هناك مع العالم”، وأضاف “لقد وعدنا بمواقع أولمبية نموذجية”.

وفقًا للمجموعات الحقوقية وشركات المحاماة التي تمثل هؤلاء العمال، فإن الشركات التي تتبنى هذه المشاريع هي المسؤولة، لأن قانون العمل يتطلب من أطراف الأمر التحكم فيما يذهب إلى موقع البناء، لذلك تم رفع دعوى ضد ثماني شركات متعاقدة من الباطن من قبل عشرة عمال غير مسجلين عملوا معهم، بالإضافة إلى مديري فينشي، وإيفيدج، وسبي باتينيولز، ومسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي، ومن المقرر عقد جلسة الاستماع في أوائل أكتوبر/تشرين الأول في محكمة بوبيني الصناعية.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا