تحدث موقع مركز الأهرام في تحليل عن مدى تأثير تمرد فاغنر على تراجع نفوذها في أفريقيا.

وذكر التحليل قام به الباحث المشارك في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد عسكر، أن تراكمات الأزمة لاتزال قائمة رغم انتهاء التمرد، على نحو يلقي بظلاله على مستقبل وجود “فاغنر” في المسرح الأفريقي، الذي انخرطت فيه منذ عام 2017، في ضوء اهتزاز ثقة موسكو في قادتها.

ولفت عسكر، في تحليله أن “فاغنر” عبرت عن نفسها بقوة باعتبارها أحد أبرز أدوات السياسة الروسية في القارة السمراء خلال السنوات الأخيرة، والتي توظفها موسكو لتنفيذ سياساتها وتحقيق مصالحها الحيوية في أنحاء أفريقيا بما في ذلك موازنة الأدوار الدولية الفاعلة في عدد من المناطق الاستراتيجية هناك.

فيما تتوسع “فاغنر” خلال السنوات الأخيرة في تنفيذ العديد من الاختراقات الاستراتيجية المهمة في عدد من الدول الأفريقية، وذلك برغم المزاعم التي برزت حول تراجع دورها وحضورها وسحب قواتها عقب اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية في فبراير 2022، إلا أنها استطاعت تكثيف نشاطها على الصعيد الأفريقي.

كما أشار الباحث إلى توسع نفوذ “فاغنر” أفريقيًّا، حتى أن صحيفة واشنطن بوست قد ادعت شروع موسكو في تأسيس اتحاد كونفدرالي أفريقي يضم 8 دول أفريقية على الأقل معادية للسياسات الغربية بما في ذلك بوركينا فاسو وإريتريا وغينيا ومالي والنيجر والسودان، ما يعزز اتهامات الغرب لموسكو بزعزعة استقرار أفريقيا واعتبارها بمثابة استعمار جديد يعززه نشاط “فاجنر” المتنامي هناك.

كما لفت عسكر إلى أنها بذلك تبحث عن حلفاء جدد حيث تنظر موسكو إلى أفريقيا باعتبارها فرصة جيواستراتيجية يمكن أن تحقق من خلالها أهدافًا نوعية، على رأسها كسر العزلة الدولية المفروضة عليها من قبل الغرب منذ عام 2014 والتي تضاعفت في خضم الأزمة الأوكرانية الراهنة.

اقرأ أيضًا : جيوبوليتيكا فيوتشرز: بوتين المسؤول عن تمرد فاغنر