العدسة – باسم الشجاعي
بعد مرور 5 أيام على فتح الهيئة الوطنية للانتخابات الباب أمام مرشحي انتخابات الرئاسة للتقدم بأوراقهم، إلا أن المؤشرات الأولية تؤكد أن مصر بلا انتخابات رئاسية “حقيقة”، والتي ستعقد بعد شهرين (مارس المقبل).
وعلى الرغم من أن هناك 4 أيام على غلق باب الترشح، إلا أنه لم يتقدم بأوراقه بشكل رسمي سوا قائد الانقلاب العسكري “عبد الفتاح السيسي”، ليصبح بذلك أول وآخر مرشح، حتى الآن (“الخميس” 25 يناير).
ولقبول أوراق المرشح لانتخابات الرئاسية يشترط حصوله على تزكية من 20 نائبا بالبرلمان على الأقل (من أصل 596)، أو جمع توكيلات بتأييد ترشيحه من 25 ألف مواطن يمثلون 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة.
انسحاب “خالد علي”
فأمس “الأربعاء” 24 يناير، أعلن المرشح الرئاسي “المحتمل”، “خالد علي”، الانسحاب نهائيا من اﻻنتخابات الرئاسية المصرية، ليترك “السيسي”، مرشحا وحيدا على الساحة، وخاصة بعد الغموض الذي بات يكتنف مصير الفريق “سامي عنان”، رئيس أركان القوات المسلحلة المصرية “الأسبق”، والمحتجز الآن لدى السلطات المصرية، بعدما اتهمته الجيش بالتزوير في محررات رسمية.
وقال “علي” خلال مؤتمر صحفي: إن “السلطة الحالية سممت العملية الانتخابية عبر عشرات الانتهاكات التي طالت الحملة (لم يحددها)، ولن نخوض هذا السباق الانتخابي، ولن نتقدم بأوراق ترشيحنا في سباق استنفد أغراضه من وجهة نظرنا من قبل أن يبدأ”.
ويشار إلى أن “علي”، سبق له أن خاض الجولة الأولى من انتخابات 2012، وجاء في مركز متأخر بحصوله على نحو 100 ألف صوت، لكن نجمه صعد بقوة العام الماضي، بعد حصوله على حكم نهائي ببطلان اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع السعودية التي تضمنت نقل تبعية جزيرتي “تيران وصنافير” بالبحر الأحمر إلى الرياض.
وجاء قرار المحامي اليساري ، بعد مناقشات لحملته، واستجابة لدعوات الانسحاب من السباق الرئاسي، بعد اعتقال المرشح الرئاسي “سامي عنان”، وإعلان حملته توقفها عن العمل إثر اتهامات وجهها له الجيش المصري، في بيان رسمي، بالتزوير والتحريض ضده.
“عنان” مختفي
وقالت أسرة “عنان”، إنها “لا تعرف مكان احتجازه، ولا قرار النيابة العسكرية بشأن التحقيقات التي أجريت معه عقب اعتقاله، “الثلاثاء” 23 يناير”.
وقال “سمير” نجل الفريق–في تصريحات صحفية، إن أحد المحامين حضر التحقيقات مع والده في النيابة العسكرية لمدة تجاوزت ست ساعات، مساء الثلاثاء، وفي نهاية التحقيقات أجاب أحد المحققين على سؤال المحامي بخصوص مكان احتجاز “عنان” بأن الفريق في الطريق لمنزله، لكنه لم يعد إلى المنزل، ولم يستدل على مكانه منذ أمس.
وفي وقت سابق من يوم، “الأربعاء” 24 يناير، قال المتحدث باسم حملة “عنان” الدكتور “حازم حسني”، إنه لا يعرف مكانه، كما قامت السلطات المصرية، بإخفائه قسريا.
ويواجه “عنان” اتهامات بـ”ارتكاب مخالفات شملت التزوير، والتحريض ضد القوات المسلحة”؛ على خلفية إعلان عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل، وذلك وفق ما أشار بيان القوات المسلحة المصرية.
ويذكر أن “عنان”، كان أعلن، “الجمعة” الماضية، ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، ودعا مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية إلى الوقوف على الحياد في الانتخابات.
ويشار إلى أنه، كان تم تعيينه رئيسًا لأركان الجيش عام 2005، وفي أغسطس 2012، أقاله الرئيس الأسبق “محمد مرسي”، ومطلع يوليو 2013، استقال من منصبه كمستشار لـ”مرسي”.
وكان “عنان” قائدا لقوات الدفاع الجوي قبل أن يُعيّن في عهد الرئيس المخلوع “حسني مبارك” رئيسا لأركان القوات المسلحة المصرية.
“السيسي” المرشح الوحيد
ولم يتبق على الساحة المصرية منافس لـ”السيسي”، الذي تقدم بأوراق ترشحه، أمس “الأربعاء”.
ومع استمرار الوضع كما هو عليه ستجرى الانتخابات بشكل طبيعي، ويفوز “السيسي” إذا حصل على 5% من أصوات الناخبين المقيدين بالجدوال الانتخابية كحد أدنى، وذلك بحسب المادة (36) من قانون الانتخابات.
وتنص المادة على أن “يتم الاقتراع لانتخاب رئيس الجمهورية حتى لو تقدم للترشح مرشح وحيد أو لم يبق سواه بسبب تنازل باقى المرشحين، وفى هذه الحالة يعلن فوزه إن حصل على 5% من إجمالى عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم بقاعدة بيانات الناخبين، فإن لم يحصل المرشح على هذه النسبة تعلن لجنة الانتخابات الرئاسية فتح باب الترشح لانتخابات أخرى خلال خمسة عشر يوما على الأكثر من تاريخ إعلان النتيجة ويجرى الانتخاب فى هذه الحالة وفقا لأحكام هذا القانون”.
وبناء على هذا الشرط، فيشترط على “السيسي”، الحصول على تأييد 3 ملايين ناخب مصري، من أصل 60 مليون صوت هو إجمالي عدد الناخبين المقيدة أسماؤهم في الكشوف الانتخابية.
وفي رسالة “غامضة”، قال “السيسي”، في كلمته له بمناسبة عيد الشرطة الـ 66، والذي يتوافق مع الذكرى السنوية لثورة 25 يناير، “الأخطار ما زالت وستظل تحيط بهذا الوطن، انتبهوا وحافظوا على الهدف، ومحدش يحاول يغير البوصلة عن الطريق اللى إحنا فيه ويشوشر علينا ويلهينا”، دون توضيح.
اضف تعليقا