أكدت صحيفة عبرية، أنه لا يمكن لدولة الاحتلال أن تقضي على المقاومة الفلسطينية التي تتمتع بقدرات وأسلحة بدائية.
وأوضحت “إسرائيل اليوم”، أن انسحاب جيش الاحتلال من جنين، جاء نتيجة “تخوف من أن استمرار التواجد في مخيم اللاجئين سيجر تورطا غير مرغوب فيه؛ من مصابين في أوساط القوات الإسرائيلية”.
وذكرت أن “إنجازات العدوان على جنين تنقسم إلى قسمين؛ مادية ومعنوية. في الجانب المادي، عثر على مئات العبوات الناسفة ودمرها، حيث تم زرع بعضها في طرق الوصول إلى مخيم اللاجئين وفجرت استنادا إلى معلومات دقيقة من “الشاباك”، وتم العثور على ست مختبرات لإنتاج العبوات، وخنادق تحت أرضية وغرف اختباء ومخازن سلاح”.
بالمقابل، فإن “المس بالمطلوبين كان أقل مما كان مخططا، وجرى اعتقال أكثر من 100 فلسطيني والتحقيق ميدانيا مع نحو 800 مواطن فلسطيني، وبقي في جنين غير قليل من نشطاء المقاومة ممن شكلوا صداعا غير قليل للقوات الإسرائيلية”.
أما في الجانب المعنوي، فإنه “كان يفترض بالعدوان العسكري أن ينزع عن مخيم اللاجئين صورة مدينة اللجوء، أو كما وصفها أمس مصدر أمني كبير بـ”القلعة”.
ونوهت الصحيفة إلى أن “الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة استصعب جدا العمل في جنين، وكل حملة تطلبت إعدادا دقيقا وترافقت مع قتال شديد، في ظل الوعد من قبل المقاومة بأن جنود الجيش الإسرائيلي سيعودون من جنين في التوابيت”، مؤكدة أنه في حال لم يقم الجيش الإسرائيلي بالعودة مرة أخرى في عدوان جديد على جنين ومخيمها، فمن المرجح أن تتمكن المدنية ومخيمها من أن “يكونوا أهدافا محصنة”.
وأضافت: “مسيرة كهذه اجتازها مخيم اللاجئين بعد فك الارتباط؛ فالحملات الأولى تطلبت في حينه كمية قوات ومركبات مدرعة، لكن بمرور 7– 8 أشهر وصل الجيش الإسرائيلي إلى وضع كان يمكنه فيه العمل حتى بقوات صغيرة وأكثر خفة بكثير. وكي يحصل هذا الآن؛ مطلوب تصميم أمني وإلى جانبه حكمة سياسية واقتصادية”.
ورأت “إسرائيل اليوم”، أنه “كلما استمر الضرب للمقاومين وتعمق، كان أسهل على أجهزة الأمن العودة والعمل في المنطقة”.
وأشارت إلى أن “الحرث العميق الواجب مواصلته ووجوده – “قص العشب” باللغة العسكرية الإسرائيلية – ساري المفعول بالطبع في باقي أجزاء الضفة الغربية، ومن يعتقد أن المقاومة تم اجتثاثها إلى الأبد في يومين، فإن عليه أن يشفى من الإنصات إلى السياسيين”.
وتابعت: “طبيعة مثل هذه الحملات، أنها في المدى القصير بالذات تشجع المقاومين على الخروج للعمل مثلما حصل أمس في تل أبيب، هذه العملية ترفع إلى السطح مرة أخرى ظاهرة الماكثين غير القانونيين، والتي وإن كانت تقلصت في السنة الأخيرة، فإنها لا تزال قائمة على خلفية الحاجة الاقتصادية وتستوجب جوابا بإنفاذ متصلب أكثر بكثير على مشغلي الماكثين غير القانونيين”.
وأكدت “إسرائيل اليوم”، أنه “لم يحسم أي شيء في اليومين الأخيرين في جنين، شبكات المقاومة تلقت ضربة غير قاضية، ولأجل تعميقها مطلوب التواصل، إلى جانبها مطلوب تقديم جواب للارتفاع المقلق للمقاومة في باقي أجزاء الضفة أيضا لأجل تعزيز الردع والسماح للسلطة الفلسطينية بالعودة للعمل”.
وقالت إن “اختبار كل هذا سيكون مع مرور الوقت.. ستكون هناك لحظات صعبة، كما هو الحال دائما في العمل ضد المقاومة، الاختبار ليس في العملية التي انتهت بالأمس، ولكن في العملية التي ستنفذ غدا”.
اقرأ أيضا: الاحتلال يصادق على إقامة مستوطنة جديدة على أراضٍ فلسطينية
اضف تعليقا