يسيطر محمد بن زايد الرئيس الإماراتي على مقاليد الحكم في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال القوة الأمنية الضاربة حيث تستحوذ عائلته على كل مقدرات الدولة ولا تسمح بتداول السلطة.

ليس ذلك فحسب، فقد شرع محمد بن زايد إلى إنهاء أي بوادر للمعارضة السياسية البنّاءة في البلاد وقام باعتقال الآلاف وحارب الصحافة الحرة ومنع الشعب الإماراتي حتى من استخدام حقه في انتقاد السلطات.

يضاف إلى ذلك، أنه عدد من وسائل قمع المعارضة الداخلية حيث أغلق الصحف ونكل بالمعتقلين السياسيين وقام بسحب الجنسيات من بعضهم أما خارجياً فقد تتبع المعارضين عبر برامج التجسس واستخدم علاقاته مع الأنظمة الديكتاتورية لتسليم المعارضين كما فعلت دولة الأردن في قضية الناشط خلف الرميثي.

مؤخراً، أصدرت منظمة الديمقراطية الآن للعالم العربي (DAWN) التي دشنها الصحفي الراحل جمال خاشقجي تقريراً يحمل اسم عصابة الشيوخ يتحدث عن استحواذ أبناء زايد على مقاليد الحكم في دولة الإمارات.. فكيف قام محمد بن زايد بذلك؟.

عصابة الشيوخ

تحدث التقرير عن مجموعة الشيوخ في دولة الإمارات الذين سيطروا على على المؤسسات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والنفطية واستطاعوا جني المليارات من وراء ذلك على الرغم من كونه مجموعة من الحكام غير المنتخبين.

ولفت التقرير إلى أنه قبل عقد من الزمان تقريباً قام مجموعة من الإصلاحيين في البلاد وهم من نخبة المفكرين والناشطين وأساتذة الجامعات بتقديم وثيقة من أجل إصلاحات تشريعية بالبلاد.

لكن الدولة الإماراتية قامت بتسليط القبضة الأمنية عليهم وحاكمتهم بتهم تتعلق بزعزعة استقرار البلاد وقلب نظام الحكم وهذه القضية التي عرفت في الأوساط الإعلامية بإمارات 94.

حكم جائر

يمر في هذا الشهر الذكرى العاشرة للحكم على 69 ناشطاً من أصل 94 في قضية إمارات 94 والتي طالبت فيها منظمات حقوقية بالإفراج عن هؤلاء السجناء ومحاسبة المسؤولين المتورطين في تعذيبهم واحتجازهم تعسفياً خارج إطار القانون.

ولفتت المنظمات إلى عدد من الشخصيات المعروفة في الأوساط الإماراتية المشاركة في تلك الجريمة وعلى رأسهم المحامي العام الأول المكلّف لدولة الإمارات العربية المتحدة أحمد الظنحاني والذي انتزع من المعتقلين اعترافات كاذبة تمت تحت تأثير التعذيب الجسدي والنفسي.

يضاف إلى تلك القائمة السوداء القاضي فلاح الهاجري، قاضي المحكمة الاتحادية العليا بدولة الإمارات العربية المتحدة، الذي ترأس محاكمة قضية (الإمارات 94) وأدان المتهمين متجاهلًا مزاعمهم بالتعذيب وغيرهم من رجال محمد بن زايد الذي استخدمهم في التنكيل بالمعارضين كي يستتب له الحكم.

الخلاصة أن محمد بن زايد استغل القضاء المسيس والأجهزة الأمنية الفاسدة من أجل التنكيل بالمعارضين وتكميم الأفواه واستولى على الحكم في الإمارات هو وعائلته ومنع تداول السلطة في صورة أشبه بأنظمة الحكم في عصور الظلام.

اقرأ أيضًا : السعودية والإمارات.. شراء الأندية الرياضية للتغلغل في مراكز القوة العالمية