العدسة – إبراهيم سمعان

ندد “نورمان فينكلشتاين”، الأستاذ الأمريكي اليهودي المتخصص في العلوم السياسية والناشط السياسي، بقرارات الرئيس دونالد ترامب تجاه الفلسطينيين، والتي كان آخرها تهديده بقطع الأموال التي تقدمها واشنطن في صورة مساعدات سنوية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مشيرا إلى أنها أقل بكثير من ثمن اليخت الذي اشتراه ولي العد السعودي محمد بن سلمان.

وفي بداية حديثه عبر برنامج “الديمقراطية الآن” – وترجمه موقع ” agoravox” الناطق بالفرنسية- تطرق الناشط اليهودي المساند للقضية الفلسطينية، للتحقيق المحتمل الذي قد تفتحه المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل؛ بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها خلال عدوانها على غزة عام 2014، والتوسع المستمر للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وبحسب “القناة العاشرة” الإسرائيلية، حذر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مؤخرا المشرعين الإسرائيليين من أن المحكمة الجنائية الدولية قد تفتح تحقيقا خلال هذا العام تجاه إسرائيل، وذلك على خلفية مطالب زعماء فلسطينيين بدأت بعد فترة وجيزة من عدوان 2014 على غزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 2100 فلسطيني، بينهم أكثر من 500 طفل.

وقال “فينكلشتاين”: هناك تحقيقات طويلة الأمد للمحكمة الجنائية الدولية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية، وهذه مرحلة أخرى، لكن نتائجها ليست واضحة، لأن المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية “فاتو بنسودة” متساهلة جدا، على غرار المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية، عندما يتعلق الأمر بمحاكمة أي شخص عدا الأفارقة.

وأشار إلى أنه منذ تأسيس المحكمة عام 1998، فإن الأشخاص الوحيدين الذين سبق محاكمتهم هم قادة أفارقة، أو أفارقة متهمون بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان، ما طرح العديد من الأسئلة، موضحا أنه من الممكن أن تستخدم “بنسودة” قضية فلسطين لتبين أن الأفارقة ليسوا الوحيدين الذين يتعين ملاحقتهم، ولإثبات أنها ستضع حدا لهذا الوضع غير المسبوق.

وبين أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار أن الفلسطينيين قد كسبوا العديد من الانتصارات السياسية والقانونية، ففي عام 2004، أصدرت محكمة العدل الدولية أكثر من حكم لصالح الفلسطينيين، ثم أعقب ذلك تقرير غولدستون الشهير، الذي كان انتصارا هاما آخر، ( في إشارة إلى القاضي ريتشارد غولدستون، حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث أثبت في أكثر من موضع بالتقرير انتهاك جيشها للقانون الإنساني الدولي، كما اعتبر في أجزاء أخرى بعض عمليات جيشها جرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي).

وتابع “فينكلشتاين”: “المشكلة ليست أن الفلسطينيين يفتقرون إلى الانتصارات السياسية والقانونية، بل القادة الفلسطينيون لم يترجموا قط هذه الانتصارات إلى شيء ملموس على أرض الواقع، فلو كان هناك انتصار للفلسطينيين في المحكمة الجنائية الدولية – وآمل أن يحدث ذلك، رغم أنه صعب التحقيق- السؤال هو: ماذا سيفعل القادة الفلسطينيون؟.

وحول التهديد الأمريكي بخفض ملايين الدولارات التي تقدمها كمساعدات للأونروا، قال “فينكلشتاين”: تمول الولايات المتحدة الأونروا بما يعادل 25٪ و 30٪ من نفقاتها، والتي تبلغ حوالي 300 مليون دولار سنويا.

وأوضح أن التهديد الأمريكي بخفض الأموال المقدمة للأونروا، سيكون قرارا مدمرا للسكان المدمرين بالفعل، بمن فيهم الأغلبية الساحقة من الأطفال، ومن المؤكد أن “الأونروا” ستواجه كارثة إذا قطعت عنها واشنطن التمويل.

وأضاف: “ومع ذلك، دعونا ننظر إلى الأرقام بدقة نحن نتحدث عن 300 مليون دولار سنويا، في وقت دفع فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 500 مليون دولار، مقابل شراء يخت، وكان من شأن هذه الأموال أن تغطي المساعدات الأمريكية للأونروا لأكثر من عام.

كما دفع الأمير الشاب 450 مليون دولار مقابل لوحة لـ (ليوناردو دا فينشي)، وهو مبلغ يفوق ما تقدمه أمريكا للوكالة التابعة للأمم المتحدة على مدار العام، إضافة إلى 300 مليون دولار لشراء قصر لويس الرابع عشر، الكائن في العاصمة الفرنسية باريس، وكان من شأن ذلك أن يغطي جميع نفقات الأونروا، والله وحده يعلم كم المبلغ الذي دفعه للكاتب توماس فريدمان ،مقابل مقال في صحيفة “نيويورك تايمز”.