استولت عصابات الاحتلال على الأراضي الفلسطينية شيئا فشيئا منذ عام 1948 عبر المجازر المتكررة فقامت بتهجير الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني وبقي البعض منهم صامداً في الداخل يقاوم المعتدين.

لقي الاحتلال من المقاومة الشعبية الفلسطينية صموداً باهراً طوال تلك السنين وهو ما دفع الأجهزة والمؤسسات لديه للبحث عن سبب ذلك الصمود رغم ضعف الإمكانيات ومحاولات إعلام الاحتلال تخذيل المقاومة.

بالنظر لتلك القضية فإن الاحتلال توصل إلى نتيجة مفادها أن الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية مازلت تحيا في نفوس الشعب وينبض بها قلب المقاومين ولذلك  خرج المقاومين الذين لم يتجاوز أعمارهم الـ 20 ربيعاً.

يحاول الاحتلال عبر مبادرات لامعة طمس الهوية الفلسطينية في نفوس الشباب بطريقة خبيثة انطلت على بعض المؤسسات الفلسطينية وتأثر بها الأفراد.. فما هي تلك المبادرات وكيف يمكن مقاومتها؟!.

عتيدنا 

يستغل الاحتلال الإسرائيلي حالة ضعف الإمكانات لدى الشباب الفلسطيني ويدشن لمبادرة تدعى “عتيدنا” تدعو إلى التقارب بين العرب والإسرائيليين وتقوم بتوفير منح دراسية ودورات تدريبية ورحلات سفر للشباب مجانية.

عند النظر إلى عتيدنا والقائمين عليها سنجد أنهم من اليمين المتطرف والذين يبغضون العرب والمسلمين بشكل قاطع بل إن مؤسسة المبادرة ما يسمى وزير المساواة الاجتماعية بالاحتلال عمحاي شيكلي وهو من أشد الكارهين للعرب.

علاوة على ذلك فإن القائمين عليها أغلبهم من قاطني المستوطنات ومن القادة العسكريين الذين يدعون ليل نهار لإبادة العرب.. ولكنهم في تلك المبادرة يظهرون مزيداً من اللطف تجاه الشباب الفلسطيني.. لماذا؟!

 

السم في العسل 

تقوم عتيدنا بمنح الشباب الفلسطيني رحلات سفر إلى معسكرات الإبادة في بولندا كما أنها ترصد مكافأت لمن يستطيع أن يصحب للمبادرة صديق أو قريب له من فلسطيني الداخل وتغدق عليهم الأموال وتوفر لهم الإمكانات الدراسية التي يحلم بها الشباب في أعمارهم.

كل ذلك من أجل أن ينظر الشباب إلى الواقع المفروض باعتباره أنه لن يتغير والهدف العام وهو تخريج دفعات من المتأسرلين والموالين لحكومة الاحتلال والرافضين للمقاومة ومظاهرها.

رغم استخدام الاحتلال الأساليب الماكرة كـ عتيدنا لاستقطاب الشباب العربي والمسلم فعلى الحكومة الفلسطينية وحركات المقاومة والجمعيات أخد الحيطة والحذر من تلك المبادرات التي نجحت بشكل كبير في استقطاب عدد من الشباب.

كذلك عليهم تعزيز روح الهوية الفلسطينية لدى الشباب وتنمية مظاهر الصمود والعزة والكرامة التي امتازت بها القضية الفلسطينية حتى في ظل ضعف الإمكانات والأزمات التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضًا : تحليل: إسرائيل تستغل الذكاء الاصطناعي للتنكيل بالفلسطينيين