تستضيف مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية قمة السلام الأوكرانية والتي تضم أكثر من 12 دولة حول العالم والتي تبحث سبل الخروج من أزمة الحرب التي أقمتها روسيا بالأراضي الأوكرانية دون وجود موسكو المتسببة في الأزمة.
تطرقت عدة تقارير إلى تلك القمة محاولة استقراء المشهد حول التحركات التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومدى الاستفادة منها على مستوى المملكة وعلى المستوى الشخصي لولي العهد ذاته.
كما تحدث عدد من المحللين من بينهم المحلل التركي إليس جيفوري المتخصص في شؤون الشرق الأوسط حول تلك القمة والتي وصفها بالانقلاب الناعم من ولي العهد محمد بن سلمان مؤكداً أن تلك التحركات تبرز استراتيجيته في التحرك إقليمياً.
من جهة أخرى، فإن الخلافات بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد وولي العهد السعودي تتصاعد منذ مدة حتى أن بعض التقارير أثبت تحريض الأول على الأخير مستغلاً فشل القمة المذكورة.
غسيل سمعة.. لن يجدي
اعتلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحكم في المملكة عام 2017 عبر انقلاب عسكري مكتمل الأركان على ابن عمه الأمير محمد بن نايف والذي قام باعتقاله فيما بعد.
كما فرض قبضة أمنية واسعة حتى وقعت حادثة مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018 بعدما أرسل ولي العهد محمد بن سلمان فرقة الموت التي قضت عليه وقامت بتقطيعه بطريقة وحشية وإخفاء جثته.
علاوة عن ارتفاع معدل الإعدامات في المملكة العربية السعودية حيث قام ولي العهد بإعدام العشرات في سنيّ معدودة إضافة إلى الأحكام طويلة الأمد التي تصدر في حق الناشطين.
لذا فإن محمد بن سلمان يسعى إلى غسيل تلك السمعة الملطخة بالدماء من خلال الظهور في زي المصلح أو الدبلوماسي الذي يحاول أن يصلح ما تسببت فيه الحرب الروسية الأوكرانية في حين أنه يساعد روسيا على خفض إنتاج النفط الذي سيتسبب في أزمات كبيرة.
محور الشر
اتفق محمد بن زايد ومحمد بن سلمان واللذان أطلق عليهما محور الشر في منطقة الشرق الأوسط بسبب دعمهم للديكتاتوريات والانقلابات في عدد من الدول العربية التي شهدت أحداث الربيع العربي الذي هدد عرشهما.
لكن مع مرور الوقت اختلف الاثنان حول الزعامة الإقليمية وعدد من الملفات كملف النفط وحرب اليمن التي أرادت السعودية الانسحاب منها بعدما دمرتها يد بيد مع الإمارات وكذلك اشتعال الصراع الاقتصادي بين الدولتين.
لذلك قام محمد بن زايد باستخدام جماعات الضغط بالولايات المتحدة الأمريكية ومولت هجوم صحيفة بولتيكو على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والتي تنبأت بفشل القمة وكذلك تحدثت عن غسيل السمعة الذي يقوم به محمد بن سلمان.
الخلاصة أن أصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم وبات محمد بن زايد يحرض على محمد بن سلمان ويكشف أوراقه إلي الصحف وجماعات الضغط ليتم الهجوم عليه بعدما انتهى اتفاقهما على تبديد أحلام الشعوب العربية في حقهم بالديمقراطية.
اقرأ أيضًا : لماذا ستفشل صفقة التطبيع بين السعودية ودولة الاحتلال الإسرائيلي؟
اضف تعليقا