العدسة – إبراهيم سمعان

رأى الخبير الاقتصادي الفرنسي مارك روسيه أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يمثل خطرا على العالم، وذلك في معرض تعليقه على ارتفاع أسعار النفط فجأة إلى 68 دولارا للبرميل في يناير 2018.

وقال روسيه الحاصل على دكتوراه في الاقتصاد، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة كولومبيا، وآخر من جامعة هارفارد: إذا كانت الصين تشكل خطرا نظاميا، فهناك خطر ثان كبير جدا إنه الشاب السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وأضاف “وسائل الإعلام الاقتصادية المجاملة وتلك التي لديها تفاؤل أعمى، لا تزال لم تخبرنا لماذا ارتفع سعر النفط فجأة إلى 68 دولارا في يناير عام 2018، في وقت يبدو فيه أن هذا الأمر جاء لأسباب جيوسياسية في المملكة العربية السعودية، وبعبارة أخرى لأنه لم يتغير شيء من وجهة نظر العرض والطلب”.

وأوضح روسيه أنه وباسم مكافحة الفساد، اعتقل محمد بن سلمان بين عشية وضحاها، وبموافقة من والده، مائتين من الأمراء، والوزراء والمليارديرات، ووضعهم رهن الاعتقال في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض، الأشخاص الذين يوافقون على التخلي عن جزء من ثروتهم والإعراب عن ندمهم لن يسجنوا أو يخضعوا للمحاكمة، حيث يأمل محمد بن سلمان في جمع مائة مليار دولار، أي 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي السعودي.

من بين هؤلاء المحتجزين الملياردير الوليد بن طلال، صاحب أكبر ثروة في العالم العربي ومالك جورج الخامس في باريس، وبكر بن لادن، صاحب أكبر مجموعة تشييد في المملكة العربية السعودية، يشير الكاتب، الذي بين أن ابن سلمان يضحك على المواطنين، السعداء برؤية اعتقال أمراء كبار، لكنه في الواقع انقلاب يُحول السلطة الجماعية التقليدية في المملكة العربية السعودية، إلى ملكية مطلقة.

وحذر من رد فعل الأسر الأميرية، الذي قد يصل إلى إمكانية الاغتيال؛ وعلاوة على ذلك، طالب السعوديين بعدم الانخداع من تلك القرارات قبل استيلاء محمد بن سلمان على السلطة، منوها إلى ركود الاقتصاد؛ ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود، ضريبة القيمة المضافة، بطالة الشباب (بنسبة 30 في المائة) والآخذة في الازدياد، وكذلك عجز الميزانية، عدم المساواة والإحباط الاجتماعي، ناهيك عن أن مشروع “نيوم” أو مدينة المستقبل باستثمارات تبلغ خمسمائة مليار دولار أمر غير واقعي تماما، في حين أن مشروعا مماثلا بالشمال أكثر تواضعا في جدة يواجه فشلا ذريعا.

ويقول الكاتب إن محمد بن سلمان يعتمد بشكل كامل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فخلال زيارته الأخيرة للمملكة وقع عقودا بقيمة 380 مليار دولار، بما في ذلك مائة وعشرة مليارات مبيعات أسلحة، فاليوم يستحوذ الأمريكيون على جميع العقود، بدلا من 30٪ سابقا، أما الأوروبيون (بما في ذلك فرنسا) لا يحصلون على أي شيء تقريبا حاليا.

ولفت إلى أنه بالنسبة للبترودولار المهدد من قبل اليوان الصيني، إذا فاز محمد بن سلمان برهانه، فإن الدولار سيحافظ على تماسكه، أما إذا خسر فإن الدولار سيبدأ في الانخفاض بنفس اليوم.

كما يوضح الكاتب أن سياسة ولي العهد العدوانية تجاه إيران واليمن وقطر ولبنان خطيرة جدا، فمحمد بن سلمان أصبح قريبا من جاريد كوشنر، الزوج اليهودي لابنة ترامب، الذي يطلق عليه سخرية « MBK »  (محمد بن كوشنر). ولذلك نتفهم جيدا أن سبب الهجمات العنيفة وغير العادلة من ترامب تجاه إيران، هو الحرص على إرضاء محمد بن سلمان من أجل الدولار والعقود المربحة الموقعة مع المملكة.

الخبر السار الوحيد هو أن النساء حصلن أخيرا على حق القيادة في هذا البلد، لكن في الحقيقة محمد بن سلمان لديه العديد من المعارضين في كل من النخبة والعائلات المالكة والأقليات الشيعية، ويشير روسيه إلى أن آخر مرة شهدت فيها إحدى دول أكبر منتجي النفط في العالم اضطرابات سياسية داخلية، كانت إيران عام 1979؛ مما أدى إلى أزمة النفط الثانية.