استولت العصابات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية في عام 1948 وعلى الرغم من المناورات والاستفزازات التي سبقت هذا الحدث إلا أن العداء العربي الإسرائيلي كان وليد تلك اللحظة.

بعد إعلان مزعوم للدولة الوهمية قامت تلك العصابات بدعم أمريكي بريطاني بالتمدد في الأراضي العربية فضمت الجولان من سوريا ومزارع شبعا من لبنان وكذلك سيناء من مصر قبل استردادها في حرب 1973.

كذلك لم تجد تلك العصابات فرصة إلا وقامت باستغلالها للتمدد داخل الأراضي العربية فنتج عن ذلك مشاعر عربية موحدة ترفض وجود هؤلاء العصابات على الأراضي العربية بعيداً عن مسميات الدول.

بعد أكثر من 70 عاماً قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وقد جرت دولة البحرين ثم المغرب والسودان علاوة عن حديث مرتقب للتطبيع بين الرياض وتل أبيب.. فما كان تأثير ذلك على الشعوب العربية؟ وهل تغير موقفها تجاه العدوان؟.

التطبيع.. لماذا؟! 

قامت كل هذه الدول بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي في سنوات معدودة بداعي إحلال السلام على المنطقة لكن بالنظر بتمعن لتلك الدول فإن جميعها لم تدخل في عداء مباشر مع الاحتلال.

سواء كانت الإمارات أو البحرين أو المغرب فالبعد الجغرافي عن الأراضي المحتلة لم يضعها في مواجهة حقيقية على عكس مصر ولبنان وسوريا.. فالقاهرة قامت بتطبيع العلاقات معها عام 1979 في ظروف مختلفة ألا وهي حالة الحرب الدائرة منذ عام 1979.

بالتالي فإن تطبيع الدول العربية وراءه سر خفي آخر غير معلن للإعلام ألا وهو التنسيق الأمني للتضييق على المعارضة ولا سيما التي فرت من بلدانها بعد أحداث الربيع العربي التي هددت وجود الدولة المزعومة.

ظلم الفلسطينيين

زودت دولة الاحتلال دولاً عربية بتقنيات متقدمة للغاية بغرض التجسس على المعارضين والتي كشفت عنها منظمات حقوقية كبرنامج بيغاسوس الشهير لكن الأهم أن تلك التقنيات قبل أن تجرب على المعارضين كانت قد استخدمتها تل أبيب بحق الفلسطينيين.

الفلسطينيين الذين استباحت قوات الاحتلال أراضيهم ومنازلهم ومزارعهم دون رادع والآن بعد تطبيع تلك الدول فإنها قد أقرت بتواجد تلك العصابات على الأراضي الفلسطينية وهي خيانة صريحة لشعب فلسطين.

علاوة على ذلك فإن تجارة الاحتلال مع تلك الدول الغنية مثل الإمارات والبحرين وحتى المغرب ستتحول بالضرورة إلى أسلحة ورصاص يقتل إخواننا العرب على الأراضي الفلسطينية.

الخلاصة أن اتفاقيات التطبيع أُبرمت من أجل زيادة التسلط والاستبداد لدى الدول العربية التي تطارد المعارضة وتنكل بها وكذلك تسببت تلك الاتفاقيات في وقوع ظلم أكبر على الشعب الفلسطيني والذي تعرض لخيانة عظمى من قبل الحكام العرب.

اقرأ أيضًا : أحمد ثاني الهاملي.. ذراع بن زايد لتشويه صورة المسلمين في أوروبا