تواجه منصة التواصل الاجتماعي الشهيرة X المعروفة سابقًا باسم “تويتر” دعاوى قضائية من عائلات معتقلين سعوديين سُربت بياناتهم من الشركة للحكومة السعودية مباشرة ما تسبب فقدانهم حريتهم ومواجهة أحكام قضائية قاسية.

من بين هذه الدعوات، دعوى رفعتها عائلة المعتقل عبد الرحمن السدحان أمام المحاكم الأمريكية وذلك بسبب اعتقال السدحان قبل أكثر من خمس سنوات على خلفية اتهامه بإدارة حساب على تويتر ينتقد السلطات، مع العلم أن الحساب كان تحت هوية مجهولة لكن بسبب تجنيد السلطات السعودية لموظفين في تويتر، تم تسريب بيانات المستخدم الخاصة بعبد الرحمن وغيره من المستخدمين للنظام السعودي.

في هذا الصدد، أرسلت العائلة رسالة مفتوحة إلى المنظمين المصرفيين الفيدراليين والدوليين بواسطة مكتب المحاماة الخاص بهم، قالوا فيها إن شركة “تويتر” غير مؤهلة للحصول على تراخيص مصرفية بسبب “تواطؤها المتعمد” في انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية وتسريب البيانات الشخصية للمستخدمين.

إن ادعاءات المحامين الذين يمثلون أريج السدحان، التي يعد شقيقها عبد الرحمن واحدًا من آلاف السعوديين الذين حصل عملاء سعوديون على معلوماتهم الشخصية السرية في 2014-2015، تأتي من شركة Twitter Payments LLC، وهي شركة تابعة لشركة X الشركة المعروف سابقًا باسم Twitter.

في رسالتهم، الموجهة إلى “المدعين العامين والمفوضين المصرفيين في 50 ولاية” والتي حصلت عليها صحيفة الغارديان، يقول المحامون في شركة Walden Macht & Haran LLP أن سلوك X السابق والحالي يستحق “تحقيقًا جادًا ودقيقًا”، بما في ذلك الادعاءات بأن تصرف “X” يأتي بتوجيه من المملكة العربية السعودية لتعزيز حملة القمع العابرة للحدود الوطنية التي قامت بها المملكة.

وأضافت الرسالة “نعتقد أن تويتر غير صالح للحصول على تراخيص تحويل الأموال… ولكن، بغض النظر عن قرار كل دولة بشأن التراخيص، فإننا نحث المنظمين على التحقيق بشكل كامل في سلوك تويتر السابق وتشابكاته المالية الحالية وغيرها مع المملكة العربية السعودية.

وجاء في الرسالة أن الحملة التي قامت بها المملكة العربية السعودية لاختراق تويتر وتحديد المستخدمين الذين كانوا ينتقدون حكومتها على الإنترنت بشكل مجهول أدت إلى “اعتقال وتعذيب وسجن عبد الرحمن السدحان”.

الجدير بالذكر أن التواصل مع عبد الرحمن، الذي حكم عليه بالسجن 20 عامًا بتهمة استخدام حسابه المجهول على تويتر للسخرية من العائلة المالكة، انقطع مع عائلته منذ عام 2021.

وحسب التحقيقات الفيدرالية فإن الحكومة السعودية اخترقت تويتر عبر تجنيد عميلين في تويتر، في عامي 2014 و2015. الذين بدورهم سربوا بيانات عبد الرحمن والآلاف من مستخدمي تويتر السعوديين المجهولين الآخرين في الاختراق، بما في ذلك بعض الذين ورد أنهم تعرضوا للاعتقال والتعذيب لاحقًا كجزء من الاختراق.

وجاء في الرسالة: “بينما احتج تويتر على أنه كان ضحية لسوء سلوك موظفيه، فإن الأدلة التي وجدناها تحكي قصة مختلفة تمامًا”، مشيرة إلى البيانات التي تظهر أنه بمجرد اكتشاف الانتهاك من قبل المحققين الفيدراليين، وافق تويتر على الطلبات السعودية للحصول على معلومات سرية لعدد كبير جدًا من المستخدمين

وفي عام 2016، تمت الموافقة على 85% من هذه الطلبات، كما يقول المحامون، وهو معدل موافقة أعلى بكثير من معدل الموافقة في كندا والولايات المتحدة.

قال مكتب المحاماة Walden Macht & Haran إن مسألة “ملاءمة” تويتر للحصول على تراخيص الخدمات المالية، تشمل ما إذا كان يمكن الوثوق بها للالتزام بالقوانين الفيدرالية وقوانين الولايات التي تحمي بيانات المستهلك وسجلاته، خاصة وأن وزارة العدل سبق وقالت إنها تعتقد أن السعوديين تمكنوا من الوصول إلى البيانات السرية لنحو 6000 من مستخدمي تويتر.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا