قامت إدارة الرئيس بايدن بتوقيع اتفاقية أمنية مع مملكة البحرين تعهدت فيها بالالتزام بالدفاع عنها ضد أي تهديدات أو هجمات تتعرض لها الدولة الخليجية المعروفة بنظامها الفاشي.

بالرجوع للوراء قليلاً فقد اندلعت احتجاجات واسعة ضد حكم الملك البحريني الديكتاتور في عام 2011 وهو ما قابلته السلطات البحرينية بكل قوة وقامت بسحق المعارضة وفرضت قبضة أمنية صارمة.

قبل سنوات ترشح الرئيس بايدن للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وتعهد حينئذ بالعودة إلى قيم أمريكا من جديد ومعاقبة كل الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط وغيرها لكن موقفه اختلف في الفترة الأخيرة.

مؤخراً أعاد بايدن العلاقات مع المملكة العربية السعودية التي وعد بمعاقبتها واليوم وقع اتفاقية أمنية مع دولة البحرين والتي تصفها المنظمات الحقوقية بالـ مكافأة  للنظام الاستبدادي.

اتفاقية أمنية 

تحدث مسؤولون أمريكان حول الصفقة التي تمت بين المنامة وواشنطن والذين أكدوا أنها تمت بعد محادثات استمرت لمدة عام والتي بموجبها تسخر الحكومة الأمريكية كل مقدراتها لحماية حلفائها الخليجيين.

أكد على ذلك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال حفل التوقيع: “إننا نتطلع إلى استخدام هذه الاتفاقية كإطار عمل لدول إضافية قد ترغب في الانضمام إلينا في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتعاون الاقتصادي والابتكار التكنولوجي”.

لكن تكمن أسباب خفية وراء تلك الاتفاقية لم يتم الإفصاح عنها وهي فشل وصول الحكومة الأمريكية إلى اتفاق نووي مع الجانب الإيراني بالإضافة إلى بُعد البحرين عن أكبر محطة لتصدير النفط في السعودية رأس تنورة.

علاوة على ذلك فإن البحرين قامت بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال واحتضنت قاعدة عسكرية أمريكية أي أنها قدمت كل ما يلزم كي تنال رضا الحكومة الأمريكية التي تراجعت عن وعودها.

سجناء أم رهائن 

قبل تطبيع الاتفاقية التي أعطت الضوء الأخضر للحكومة الديكتاتورية بالتنكيل بالمعارضين علق معتقلين إضراب عن الطعام استمر أكثر من شهرين بسبب الانتهاكات التي تتم بحقهم.

تعليق الإضراب جاء بعد استجابة الحكومة لمطالب المعتقلين السياسيين وجاء أيضًا بعد الوصول لاتفاق بشكل كبير بشأن الصفقة مع الحكومة الأمريكية وهو ما يدل على أن الحكومة البحرينية تتعامل مع المعتقلين بمنطق الرهائن لا السجناء.

كما وصف نشطاء بحرينيين في مجال حقوق الإنسان إدارة بايدن بالنفاق لدعمها حكومة اتُهمت بتعذيب المعتقلين خلال الربيع العربي وسجن مئات المعارضين السياسيين، والحكم على العديد منهم بالسجن مدى الحياة.

الخلاصة أن الحكومة الأمريكية تعطي الضوء الأخضر لحكومة استبدادية قمعية تنكل بالمعتقلين وتعتبرهم رهائن تحاول أن تحقق مكاسب سياسية من خلالهم.

اقرأ أيضًا : أدلة جديدة على قتل حرس الحدود السعودي للمهاجرين الأفارقة