شهدت مدينة درنة الليبية كارثة إعصار دانيال الذي أودى بحياة ما يقرب من 11000 شخص وما يقرب 10000 مفقود جراء اجتياح المياه البلاد بعد انهيار سدين في المدينة العريقة.
تخضع المدينة الساحلية لسيطرة حكم الانقلابي اللواء متقاعد خليفة حفتر والمدعم إماراتياً والذي علق على ذلك الدمار بـ ” الكارثة الطبيعية” لكن صحف عالمية بدأت رويداً رويداً بالكشف عن جريمة تسبب بها حفتر في درنة.
مع تضاءل العثور على ناجين من الفاجعة وانتشال الجثث المتواصل يقوم أيضًا خلفية حفتر بالصيد في الماء العكر بعدما تسبب في تشرذم ليبيا وانقسام أهلها منذ عام 2014.
كذلك لفتت تقارير إلى تسببه المباشر في مقتل الآلاف من أبناء درنة على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها بعض المؤسسات الحكومية لكن الفوضى التي نشرها حفتر حصدت الأرواح بالنهاية فكيف كان ذلك؟!.
الفساد القاتل
تحدثت صحيفة الغارديان البريطانية حول تقاعس قوات حفتر في اتخاذ التدابير اللازمة تجاه تلك الفاجعة التي حلت على مدينة درنة بيد أن عدد من خبراء السدود قد حذروا من قبل انهيار سدي المدينة.
أكد الخبراء أن السدود في المدينة والتي أُنشأت عن طريق الصخور لن تصمد أمام الأحمال الزائدة من المياه كمثيلاتها من السدود الأسمنتية لكن حفتر وأبنائه المهتمون بالانتخابات فقط لم يصلحوا السدود رغم وقوع درنة تحت سيطرتهم.
علاوة على ذلك فإن رئيس حكومة الوفاق عبد الحميد الدبيبة أعلن عن استعداده لاتخاذ التدابير اللازمة لمساعدة أهل درنة وتعويضهم حال وقوع خسائر مادية وذلك قبل العاصفة بيوم أي أن السلطات كانت على علم لكن حفتر لم يسعى للحفاظ على أرواح الليبيين.
الصيد في الماء العكر
أكد الناجون من سكان المدينة سماع دوي انفجار في الساعة 2.30 جراء انهيار السدود وسرعان ما غمرت المياه المدينة حتى أن بعض الأبنية المكونة من 4 أو 5 طوابق جرفت مع الماء إلى البحر.
مع وصول بقايا الأبنية إلى مياه البحر تغير لون المياه إلى الاحمرار وهو ما صعب مهمة الغواصون لانتشال الجثث مشيرين إلى أن أبنية جرفت وأوناس ماتوا في سياراتهم جرفتها المياه إلى البحر.
بعد أن هرعت المؤسسات الإغاثية لمحاولة إنقاذ ما تبقى من المدينة الواقعة بين الجبل والبحر ظلت ميليشيا حفتر متواجدة أثناء العمليات الإغاثية للسيطرة على المساعدات الإنسانية التي جاءت إلى درنة من كل مكان.
الخلاصة أن حفتر تسبب في موت الآلاف من أبناء درنة بسبب تقاعسه عن إصلاح السدود التي انهارت وأغرقت مدينة بإكمالها، ولم يكتف الانقلابي بذلك بل نشر المرتزقة التابعين لها للسيطرة على المساعدات الإنسانية التي تصل إلى درنة.
اقرأ أيضًا : اتفقا على القتل والمؤامرات واختلفا على الغنيمة.. بن زايد وبن سلمان
اضف تعليقا