قال تقرير لمجلة “إيكونوميست” إن اللواء الليبي المتعاقد خليفة حفتر، وأفراد عائلته، متهمون بتعميق حجم المعاناة الإنسانية التي يواجهها المدنيون في درنة، عقب كارثة الفيضانات الأخيرة، والتباطؤ في عمليات الاستجابة والتدخّل لدعم سيطرته ونفوذه الذي يفرضه على مناطق شرق ليبيا.
وأشار إلى أن أمير الحرب “يحاول استخدام الفيضان في ليبيا لتعزيز قوته، وابنه المسؤول عن لجنة الرد على الكوارث”، وسط توقعات بتعليق المحادثات لعقد الانتخابات.
فيما يؤكد التقرير على أن الساسة الذين تعوزهم البراعة يعرفون أن اتباع النص بعد كارثة هو الوسيلة الأفضل، أي التعاطف مع الناجين وتهدئتهم والثناء على عمال الإغاثة، والتعهد بإعادة بناء ما خربته الكارثة.
وتابع: “أما بالنسبة للبلطجية الذين يسيطرون على شرق ليبيا، فأي مظهر من مظاهر الكياسة والتعاطف هو كفاح”.
كما يصوّر التقرير مشهد تفقّد حفتر مرتديا زيا عسكريا لآثار الدمار التي خلّفتها الفيضانات داخل مدينة درنة ممتطيا سيارة هامفي عسكرية، حيث ظهر بمظهر القائد القاهر، وليس الحاكم النادم، بالقول إن “هذا الجنرال لم يتورّع عن إلقاء اللوم على الضحايا في وفاتهم، والتنصّل من أيّ مسؤولية عن عدم ترميم البنية التحتيّة والسدود المتهالكة والاستعداد للتعامل مع الإعصار”.
جدير بالذكر أن حفتر، الذي قاد حملة عسكرية للسيطرة من جانب واحد على جزء كبير من شرق ليبيا منذ عام 2014، قام بجولة في درنة الجمعة، وأشاد بمن بادروا بعمليات الإنقاذ وكذلك أعضاء الجيش الوطني الليبي، وهو تحالف من الميليشيات يشرف عليه حفتر، الذي يتهمه منتقدوه بإدارة المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل يشبه الديكتاتور العسكري.
ورغم إشادة حفتر، إلا أن التقرير يقول: “كانت الاستجابة صماء، وهذا ليس مفاجئاً، فحفتر الذي يسيطر على شرق ليبيا لا يهمه سوى تقوية وتعزيز موقع عائلته”، مضيفا: “كارثة كان يمكن منعها هي فرصة له لتوطيد سلطته”.
اقرأ أيضًا : كيف تسبب خليفة حفتر في كارثة درنة الليبية؟!
اضف تعليقا