تحدث ستيفن كوك الخبير في شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية، عن ما وصفه بالغياب السعودي الغامض في مشهد الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن “السعوديين الجدد” يتصرفون منذ بدء الحرب قبل 3 أسابيع مثل “السعوديين القدامى” بشأن فلسطين.

وذكر كوك، في مقال نشره بمجلة “فورين بوليسي” أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، التقى نجم كرة القدم العالمي، كريستيانو رونالدو، في 23 أكتوبر، وهو نفس الوقت الذي علم فيه العالم أن الحكومتين القطرية والمصرية نجحتا في إطلاق سراح امرأتين إسرائيليتين كانتا محتجزتين لدى حركة حماس.

يذكر أنه في الوقت الذي انخرطت قطر ومصر في جهود الوساطة، ناقش بن سلمان مستقبل الرياضات الإلكترونية (ألعاب الفيديو) مع رونالدو، ما يؤشر إلى أن الأمر عندما يتعلق بالسياسة الخارجية وإدارة الأزمات، فإن السعوديين يبدون “عديمي الفائدة”، حسبما نقل كوك عن مسؤول كبير سابق في الإدارة الأمريكية.

كما يرجع كوك ذلك إلى أن السعوديين في مأزق: فهم ما زالوا يعتمدون في تحقيق الأمن على الولايات المتحدة، وهي نفس الدولة التي تساعد في تسهيل العدوان الإسرائيلي المدمر على قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أنه بعد ساعات فقط من عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر، أصدرت وزارة الخارجية السعودية دعوة إلى “وقف فوري للتصعيد بين الجانبين”.

ومنذ ذلك الحين، أصدر السعوديون سلسلة من البيانات وأجروا اتصالات واجتماعات متعددة الأطراف، لكنها لا تساهم في إعادة الاستقرار الإقليمي.

يشار إلى أنه قبل لقاء بن سلمان بوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 15 أكتوبر، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً جاء فيه، جزئياً، أن الرياض “تؤكد رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري” لفلسطينيين من غزة، وتكرر إدانتها للاستهداف المستمر للمدنيين العزل.

اقرأ أيضًا : ستراتفور: حرب غزة أحيت أهمية القضية الفلسطينية.. وعقدت جهود التطبيع السعودية