انطلقت عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وكان لها وقعها على العالم بأسره خاصة عندما رد الاحتلال الإسرائيلي بعدوان غاشم على قطاع غزة فقتل من يقرب من 12 ألف شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء.
انتفض العالم نصرة لأهل فلسطين في قطاع غزة لكن بقعة واحدة تم منع التعاطف فيها وتم معاملة من يدعو لفلسطين فيها معاملة المجرم ألا وهي بلاد الحرمين في عهد محمد بن سلمان.
منع بن سلمان التعاطف أو أي مظاهر تبدو للميل إلى جانب الفلسطينيين فأمر بانتشار أمني كثيف خاصة في أيام الجمعة ومنع الخطباء من الحديث عن المجازر الإسرائيلية وقامت عناصر الأمن بالقبض على معتمر جزائري كان يدعو الله من أجل فلسطين.
من جهة أخرى، لم يتحدث علماء الدين في السعودية عن تلك الأحداث نظراً لأسباب كثيرة ترجع في غالب الأمور إلى ولي عهد نفسه الذي قام بتغيير كل شئ في المملكة منذ صعوده عام 2017.
بأمر من بن سلمان
بعد صعود ولي العهد محمد بن سلمان إلى سدة الحكم انقسم علماء الدين في المملكة العربية السعودية إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول هم من المسبحون بحمد السلطان وعلى رأسهم صالح المغامسي وعبد الرحمن السديس وعبد العزيز آل الشيخ.
أما القسم الثاني فهو القسم الذي رأى ما لا يسره من أمر المملكة وحالة التغيير في الهوية المحافظة والسطو على الثوابت فآثر أن يظل صامتاً ولا يتحدث خوفاً من حالة القمع والقوة الضاربة الأمنية الموجودة في المملكة منذ صعود محمد بن سلمان.
والقسم الثالث هم من أفاضل العلماء والدعاة في السعودية والذين انتقدوا تلك المهزلة فقام ولي العهد بتغييبهم جميعاً في غياهب السجون مثل الشيخ سلمان العودة وعوض القرني وسفر الحوالي وإبراهيم السكران.
شيوخ السلطان
بعد أن استتب الحكم لولي العهد استخدم شيوخ السلطان من أجل تمرير أهدافه فعلى سبيل المثال فقد أقر صالح المغامسي أن الحفلات الماجنة والترفيهية لا تخالف أي نص في كتاب الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كذلك فقد أقر المغامسي أن زيارة بيت المقدس إبان الاحتلال لا يخالف الكتاب والسنة دعاياً إلى التطبيع ذلك بالتزامن مع إفتاء مع خروج مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ بفتوى تحرم قتل الإسرائيليين واصفة المقاومة الفلسطينية بالإرهابية.
أما عبد الرحمن السديس إمام الحرم فهو يستدعي مواقف السنة للترويج للتطبيع كذلك كما يفعل محمد العيسى الذي يروج للتطبيع ويصلي في الهولوكوست ويضع إكليل الزهور على مقابر اليهود.
الخلاصة أن محمد بن سلمان يطلق شيوخه من أجل الترويج لعملية التطبيع الذي أقر أنه ماضٍ فيها على الرغم من مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في خيانة واضحة للقضية الفلسطينية.
اضف تعليقا