أكد تحليل نشرته مؤسسة “أوبزرفر” للأبحاث للكاتبة شيري مالهوترا، أن الحرب الحالية في غزة باتت تشكل خطرا على صناع السياسة البريطانيين، وبالتحديد حزب العمال، الذي بات مستقبل زعيمه الحالي كير ستارمر مهددا سياسيا، مع تصاعد المشاعر المؤيدة للفلسطينيين والرافضة للمجازر الإسرائيلية بين البريطانيين أنفسهم.
طبقًا للتقرير الذي نقله موقع “أوراسيا ريفيو” فإن الكاتبة تقول أن التظاهرات الضخمة التي خرجت في لندن ومناطق أخرى في بريطانيا لم تقتصر على المسلمين، بل باتت مشاركة الجمهور البريطاني واضحة خلالها.
كذلك ترى مالهوترا أن الخطر سياسيا سيكون أكبر على حزب العمال، قبل نحو عام على الانتخابات العامة البريطانية المقبلة، حيث تضرب الحزب أزمة ثقة داخلية بسبب موقف ستارمر من العدوان الإسرائيلي على غزة، وهو مؤقف غريب على الحزب الذي يشكل المسلمون واليساريون جزءا مهما من قاعدته الانتخابية، ويتبنى – بطبيعته – مواقفا ضد الإمبريالية وينادي بتعزيز القضايا التقدمية للعدالة وحقوق الإنسان.
يشار إلى أنه قبل بضعة أسابيع من الحرب في غزة، بدا من المأمول أن كير ستارمر، زعيم حزب العمال، سيكون رئيسا لوزراء بريطانيا خلال الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أوائل عام 2025، لا سيما مع تقدم حزب العمال المريح بفارق 18 نقطة في استطلاعات الرأي على حزب المحافظين الحاكم.
لكن الحرب في غزة والعدوان الإسرائيلي الذي أوقع نحو 15 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، تسبب في حدوث انقسامات خطيرة على مستوى العالم، بما في ذلك داخل حزب العمال البريطاني.
جدير بالذكر أن دعم ستارمر القاطع لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس “طبقًا لزعمه” ورفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار كان سبباً في استياء واسع النطاق داخل حزب العمال.
جدير بالذكر أنه وفقًا لتقارير، فقد أيد ما لا يقل عن 50 نائبًا من حزب العمال و250 مستشارًا وقفًا فوريًا لإطلاق النار، بما في ذلك أعضاء حزب العمال البارزين مثل عمدة لندن صادق خان وعمدة مانشستر الكبرى، آندي بورهام. وقد استقال آخرون مثل وزير الظل عمران حسين من أدوارهم فيما يتعلق بموقف الحزب.
كما وصل الوضع إلى ذروته خلال اقتراح قدمه الحزب الوطني الاسكتلندي لدعم وقف إطلاق النار، حيث أُجبر 10 من أعضاء الجبهة الذين صوتوا لصالح الاقتراح على ترك حزب العمال.
اضف تعليقا