سيطر ولي العهد محمد بن سلمان على الحكم في المملكة بعام 2017 ومنذ ذلك الحين اتخذت السعودية منحى مغاير في جميع المجالات الاقتصادية منها والاجتماعية وكذلك السياسية.

بدأ ابن سلمان حكمه بحملة اعتقالات واسعة طالت العلماء والدعاة والأكاديميين ونخبة من المدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء وقام بالتنكيل بهم كي لا يتم انتقاد طريقته في الحكم.

كما سعى لتغيير هوية المجتمع السعودي المحافظ وسمح ولأول مرة بإقامة الحفلات الماجنة والصاخبة كي يظهر في زي الحاكم المنفتح ويخفي حالة الملف الحقوقي المزري في السعودية.

أخيراً قامت المملكة بمنح الإعلامي المصري عمرو أديب المقرب من النظامين السعودي والمصري الجنسية السعودية مما أثار غضب عدد من النشطاء والجمهور السعودي.. فلماذا؟!.

هل يستحقها عمرو أديب؟! 

طالما ما تحدث بوق النظام المصري عمرو أديب عن عمله في محطات تلفزيونية سعودية وتفاخر أمام رجل محمد بن سلمان الأول في المملكة مستشار الديوان الملكي تركي آل الشيخ بذلك.. ولكن هل كان هذا كافياً لحصول عمرو أديب على الجنسية؟ 

ينص القانون السعودي على أنه “يجوز منح الجنسية العربية السعودية للأجنبي الذي قد اكتسب صفة الإقامة الدائمة العادية في المملكة بمقتضى أحكام نظامها الخاص لمدة لا تقل عن 5 سنوات متواليات وأن يكون حسن السير والسلوك وأن لا يكون قد صدر عليه حكم قضائي بالسجن لجريمة أخلاقية لمدة تزيد عن 6 شهور”.

لكن هذا البند لا ينطبق على الإعلامي عمرو أديب وبالتالي هو لا يستحقها طبقًا للقانون إلاّ أن أمرا ملكيا سعوديا، صدر في 2019، ينص على “فتح باب تجنيس الكفاءات الشرعية والطبية والعلمية والثقافية والرياضية والتقنية، بما يسهم في تعزيز عجلة التنمية، ويعود بالنفع على الوطن في المجالات المختلفة”، وقد استندت المملكة إلى ذلك كي تمنحه الجنسية.

أزمة البدون

منح عمرو أديب الجنسية تسببت في أزمة كبيرة في المملكة وقد أثارت مشكلة البدون من جديد الذين تهمشهم السلطات السعودية على الرغم من حقهم في الأرض وقد عاشوا فيها مئات السنين.

والبدون هم مجموعات من قبائل البدو العربية الرحّل يعيشون بين الحدود السعودية والعراقية والكويتية والسورية والأردنية، وبدأت معاناتهم عند وضع الحدود السياسية بين دول المنطقة، ويبلغ عدد بدون السعودية 70 ألف نسمة بحسب تقديرات رسمية وما يزيد عن الربع مليون بتقديرات غير رسمية.

وقد وعدهم محمد بن سلمان عندما ارتقى سدة الحكم بحل تلك الأزمة خاصة أنهم لا يمتلكون أوراق رسمية ولا يعاملون معاملة المواطن وليس لديهم حق في العلاج أو التعليم حتى أنهم لا يستطيعون الزواج بسبب عدم امتلاكهم هويات.

الخلاصة أن محمد بن سلمان منح الجنسية للأبواق الإعلامية كي تستمر في تلميع صورته وذلك على حساب حق أصحاب الأرض في الجنسية لكن ولي العهد بات يتصرف في شؤون البلاد كونها إرث والده الملك.

اقرأ أيضًا : لماذا تغيب المملكة العربية السعودية عن مشهد المحادثات للوصول لتهدئة في غزة؟