تعبت من الإسلاميين، وتعبت لهم، وتعبت لنا وللناس أجمعين منهم، الإسلاميون بالملايين، هم ودوائرهم، قوة جبارة، لا يستهان بها، لو كانوا معنا لحكمنا بهم الشرق الأوسط بأكمله، لا والله (بصوت السيسي .. ونكهته) لو كانوا “مع أنفسهم” لحكمونا إلى يوم يبعثون، ولفشخوا دولة العساكر على رؤوس الأشهاد، لو انحازوا فقط لأنفسهم، لمصالحهم، لأفكارهم التعبانة، لأي شيء وليس للا شيء، دائما وأبدا للاشيء!

عم محمود سعد رجع، حلو، يرجع، فرصة لنشاهد “بني آدم” وليس “أحمد موسى”، أنسنة أي مساحة من إعلام الداخل، لصالحنا جميعا، ولو لم نتفق مع أفكار “الإنسي” القادم من الحجب، محمود سعد لم يطالب بقتلك، ولن، لم يطالب باعتقالك خارج القانون، ولن، لم يوافق على بيع أرضك للسعودية، ولن، يكفي هذا ويزيد!

ما الذي تريده من أي إعلامي مختلف معك لكي تتعامل معه بوصفه “فرصة” وليس جزء من المؤامرة الكونية ضدك؟، أن يكون “أنت”، ألا يختلف معك أبدا، ألا يخطيء “مهنيا، أو ينحاز، أو يشق “هدومه” منك؟، أين هذا الذي لا يخطئ، دلني عليه وحياة سيدك النبي لأنحت له تمثالا من ذهب، يوشك أن يعبده الإعلاميون من دون “الفولورز”؟!

ما المطلوب لكي نؤمن بأن الاختلاف العميق، في إطار الاتفاق على “الحد الإنساني”، دون غيره، هو منتهى المنى والأمل والمراد وكل أسماء أبطال سينما الستينيات؟!

يا عم الشيخ، أنت عدو نفسك والله، وكلما فشيت غلك، طبقت على أحدهم “حد الرجم” دون أن ترى بعينيك، أو تشعر، بمروده في مكحلتك حرمتنا من “روح”، لم تجن شيئا في الحياة سوى أنها ليست “روحك”

عاد “سعد” ببرنامج لا يتورط في الحدث الساخن، لكنه يراوغ مآلاته، يراودها عن أصولها الاستبدادية، يفكك ويركب، على جنب، الواقع والمتاح، مكسب للجميع، “للإسلاميين أنفسهم” لو كانوا – في الإعلام – يفقهون، أن شيء، بلد ماتت فيه السياسية، ولا صوت يعلو فوق صوت “أولاد التي لا تهتم بنظافتها”، والآن، يقرر أحدهم أن “هامشا صغيرا” لن يضر، سيبوووووووووه، ما الذي يضيرك في “هامش” هو لك؟، والله العظيم لك وليس لهم، استغله، شاهده أولا واحكم عليه، الشتيمة بدأت من “سونار البرومو” إلى “وأوأة” الفقرة الأولى، يا عالم يا ظلمة يا أغبيا!

خاين وعميل ومسئول عن رابعة والنهضة (لا أعرف كيف)، وراجع باتفاق، بمؤامرة، بمحاولة لتجميل الصورة، صورة؟ أي صورة؟، ومن الذي يهتم بتجميل أي حاجة في الحياة تخص مصر، وإعلامها، وقوانينها، واقتصادها، ودينها ودنيتها؟، النظام يغلق القنوات، ويقفل البرامج ويصادر الجرائد، ويحجب المواقع، “عيني عينك”، النظام يقبض على رجاله، ويسجن عساكره، ويخفي قادته “قسريا”، ويسلط بلطجية على أبناءه السابقين لمجرد “التفكير” في منافسته، والعالم يرى ويسمع ويسخر، ثم يدعم ويتواصل لمصلحته قبل أي شيء آخر، فلتحترق، من يهتم بك أو لك لكي يحسّن أو يقبح أي شيء؟

الأمر نفسه تكرر حين حاول البعض أن يفكر في “عسكري آخر” – تحت ضغط الواقع – وليس السيسي، ديكتاتور لديه الحد الأدنى من الفهم و “الحشمة”، وليس معتوها، الشتائم نفسها، المزايدات عينها، التعطيل، الهروب من جهنم إلى قعرها، محسوبك لا يخطط ولا يترك غيره ليفعل، لا يحاول ولا يسمح لغيره أن يحاول، لا يرحم ولا يتمنى لرحمة ربنا أن تنزل، لا يستهدف الجنة ولا يستهدف النار، ولا يستهدف “جنينة الحيوانات”، العدمية حلوة، لعن الله من أراد تغييرها إلى “أي شيء موجود”!

بالتجربة، الإسلاميون مثل القطط، يحبون من يخنقهم، من التبرير لناصر قبل تصفيتهم، إلى التسبيح بحمد السادات “الذي استخدمهم ورماهم”، إلى محاولة التطبيع مع مبارك “الوالد” الذي ازدراهم، إلى وزير الدفاع بنكهة الثورة، الذي انقلب عليهم وقتلهم واعتقلهم وشردهم، هم ومن ألقى عليهم السلام يوما، في بلاد الله لخلق الله، والآن، أشباه السيسي، وأنصافه، وأرباعه، يعبثون بهم في الخارج، مثلما يفعل السيسي بالداخل، وعلى الشاشة محمود سعد خائن، ويسري فودة متآمر، وريم ماجد بشرت بالسيسي، أما من يتاجرون بآلامهم ورغبتهم في الانتقام، ويمارسون الفاحشة الإعلامية فيهم “ليل نهار”، “شحن وتفريغ”، واستفراغ، بلا طائل، فهؤلاء هم وحوش الشرعية، وأسود الإسلاموية، وصوت الحق، وسوط الباطل، وشفط دهون، ونفخ مقدمات نارية، ومؤخرات كارديشانية، وكله بثمنه، الله يحرقكم يا بعدا، ورمنا!

الآراء الواردة في التدوينة تعبر فقط عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر “العدسة