أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الأربعاء 7 فبراير 2018، الموافقة على مشروع لنقل مياه نهر النيل إلى مدينة بورتسودان شمال شرقي البلاد.
جاء ذلك في خطاب جماهيري متلفز للبشير داخل معلب مدينة بورتسودان، بمناسبة ختام فعاليات الدورة الـ11 من مهرجان السياحة والتسوق لولاية البحر الأحمر (شمال شرق).
وقال البشير: “نحن الآن حسمنا أمرنا لإحضار مياه النيل من منطقة العبيدية (في ولاية نهر النيل شمال وسط) إلى مدينة بورتسودان”.
وتعاني المدينة من نقص حاد في مياه الشرب يقدر بحوالي ستين ألف متر مكعب يوميًّا، وفق إحصاء غير رسمي في 2014، بينما تعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية.
وتابع البشير: “اليوم عُرض عليَّ نموذج نقل المياه، وبدأت الإجراءات في تنفيذه”، متعهدا بـ”توفير الدعم المادي له وكل الآليات التي تساعد على العمل فيه”.
فيما قال (حاكم) ولاية البحر الأحمر، علي أحمد حامد: إن “تنفيذ المشروع تشرف عليه مجموعة شركات متضامنة، وهي: شركة (جياد) و(أرياب)، إضافة إلى شركاء من دول صديقه (لم يسمها) وحكومة الولاية”.
ومنذ العقد الماضي يتواصل الحديث عن ضرورة إيصال مياه النيل إلى بورتسودان، لكن دائما ما كان المشروع يواجه صعوبات مرتبطة ببعد المدينة عن نهر النيل (أكثر من 675 كم).
وفي العام 2003، استفحلت أزمة المياة في مدينة بورتسودان، ما حدا بحكومة ولاية البحر الأحمر إلى إعلان تعهدها بمد خط أنبوب من النيل إليها بطول 472 كيلومتراً وقطر 48 بوصة، بطاقة إنتاجية تقدر بمائة ألف متر مكعب في اليوم.
وتشكل مياه نهر النيل أحد الملفات الخلافية بين الجارتين مصر والسودان، إذ تتهم القاهرة الخرطوم بدعم موقف أديس أبابا في ملف سد “النهضة” الإثيوبي، الذي تخشى مصر أن يؤثر على تدفق حصتها السنوية من مياه النهر، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب.
وتطرق الرئيس السوداني إلى ميناء بورتسودان بقوله إنه “ليس ميناء السودان وحسب، بل هو أيضًا ميناء أربع دول، وهي: إثيوبيا، وجنوب السودان، وتشاد وإفريقيا الوسطى”.
واستطرد: “كل صادرات وواردات هذه الدول تمر عبر هذا الميناء، لذلك علينا تنميته ورفع طاقته الاستيعابية”.
وتم افتتاح ميناء بورتسودان، الذي ينقسم إلى قسمين شمالي وجنوبي، عام 1909، ويقع في منتصف الساحل الغربي للبحر الأحمر، ويـبعـد نحو ألف و200 كلم شمال شرقي العاصمة الخرطوم.
ومضى “البشير” قائلاً: “نرغب في جعل مدينة بورتسودان شنغهاي إفريقيا، وسنجعلها أهم ميناء مطل على ساحل البحر الأحمر”.
اضف تعليقا