سيطر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية في عام 2017 بعد انقلاب مكتمل الأركان على ابن عمه الأمير محمد بن نايف.
تغيّرت المملكة في كل شيء بعد ذلك التاريخ بيد أن ولي العهد الطامح أراد تغيير الهوية الاجتماعية للبلد العربي الإسلامي المحافظ، كذلك قام بحملات أمنية غير مسبوقة جعلته يسيطر على كل شيء في السعودية.
أما عن الاقتصاد فحدّث ولا حرج فقد سيطر محمد بن سلمان على المؤسسات الاقتصادية والصناديق الاستثمارية وبدأ في محاولة تنفيذ أفكاره ومشاريعه المستمدة من أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو.
لتكشف إحصائيات وأرقام المملكة مع انتهاء العام الجاري 2023 حجم الدمار الذي أصاب الاقتصاد في عهد ولي العهد وارتفاع معدلات الديون والضرائب فكيف أصاب ذلك المملكة الغنية بالنفط في بضع سنين؟
ضعف الاقتصاد
سلّط خبراءٌ الضوءَ على تكرار تسجيل عجز ميزانية السعودية للعام 2023 والذي بدوره يعرّي فشل رؤية 2030 التي روّج لها الأمير محمد بن سلمان بشأن تحقيق فائض للمملكة من نشاط غير نفطي.
حيث أعلن محمد بن سلمان عند إطلاقه رؤية 2030 عن سلسلة وعود برّاقة في شتى المجالات، كان للاقتصاد منها نصيب، إذ وعد بالنهوض به وتنويع مصادر الدخل واستقطاب الشركات الأجنبية وتوفير فرص العمل ودفع عجلة المشاريع وتقليل الدين العام.
لكن بعد 7 سنوات وصفت “بالعجاف” شهدت الأرقام عكس ذلك، إذ نشرت وزارة المالية تقريرها السنوي، والذي شهد عجزًا بلغ 82 مليار ريال، حيث بلغت الإيرادات 1.193 تريليون ريال والنفقات 1.275 تريليون ريال.
علاوة على ذلك فقد تجاوز الدين العام عتبة قياسية ببلوغه لـ 1.024 تريليون ريال، ورغم أن معظم التوقعات كانت تشير لحدوث فائض، إلا أن العجز هو ما حدث، إضافة إلى ارتفاع كبير في وتيرة فرض الضرائب على الشعب منذ وصول ولي العهد للحكم وارتفاع معدلات البطالة والتضخم والفقر.
مخاطرة عالية
يتحدث الإعلام السعودي ليل نهار عن إنجازات ولي العهد والتي كشفت أرقام المملكة مع انتهاء العام أنها ليست إلا حالة من تسويق الوهم للشعب السعودي.
ولفت تحليل إلى وهم النمو في صندوق الاستثمارات العامة السعودي تحت إدارة ولي العهد محمد بن سلمان، محذرا من أن جمع الموارد لتمويل برنامجه الاستثماري قد يزيد من المخاطر الاقتصادية والمالية.
ولفت التحليل الذي نشره الخبير في صندوق النقد الدولي، تيم كالين؛ أن الارتفاع الذي يتحدث عنه الإعلام هو ارتفاع وهمي لأصول صندوق الاستثمارات العامة في السعودية.
وأظهر أن نصف نمو الصندوق كان على حساب انخفاض أصول في بعض مؤسسات القطاع العام السعودي، وهذا يمثل مخاطرة كبيرة على اقتصاد المملكة إذا لم يتمكن الصندوق من تحقيق عوائد من الأصول التي استحوذ عليها.
الخلاصة أن ولي العهد السعودي يسوّق الوهم للشعب السعودي ويتحدث عن أرقام وإحصائيات غير واقعية.. أما الواقع فإن المملكة تسجل عجزاً في الميزانية كل عام وهذا مستمر إلى عام 2026 على الأقل علاوة عن ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة والتضخم والديون.
اقرأ أيضًا : سفارات محمد بن سلمان.. كابوس المواطنين السعوديين في الخارج
اضف تعليقا