تحدثت صحيفة “فايننشال تايمز” حول تحليل صور الأقمار الاصطناعية لقطاع غزة بعد أكثر من 77 يوما على عدوان إسرائيل الوحشي على القطاع، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال نفذ واحدة من أكبر حملات القصف في التاريخ على القطاع الصغير.

كذلك منع الصحفيين الأجانب من الوصول إليه، ما جعل صور الأقمار الاصطناعية وبيانات الرادار الطريقة الوحيدة الموثوقة لتقييم مدى الضرر الذي لحق بالقطاع المحاصر منذ 17 عاما.

من جانبها، ذكرت الصحيفة البريطانية، في تقرير أن دمج تحليل صور الأقمار الاصطناعية مع تقييمات الأضرار التي أجراها باحثون في مركز الدراسات العليا بجامعة مدينة نيويورك وجامعة ولاية أوريغون يظهر بوضوح كيف أدى التوغل الإسرائيلي إلى جعل شمال غزة غير صالح للسكن فعلياً.

وتابعت أن القوات الإسرائيلية انتقلت للحرب على جنوب القطاع، خاصة مدينة خان يونس، وقد بدأ الضرر بالفعل يشبه حملتها في الشمال، إذ حوّل أغلب المركز السكاني في غزة إلى أرض قاحلة.

ولفت التقرير إلى أن مدينة غزة كانت هي المحور الأول للغزو الإسرائيلي، وحتى قبل دخول قوات جيش الاحتلال إلى المدينة الشمالية، التي وصفتها إسرائيل بأنها قلب الآلة السياسية والعسكرية لحماس، أدت حملة قصف متواصلة لتدمير مساحات واسعة من المركز التجاري الذي كان مزدهرا.

يذكر أنه من أجل السيطرة العملياتية، طوّقت القوات الإسرائيلية المدينة من الجنوب، ثم توغلت في مواقع منفردة مثل مستشفى الشفاء، وحي الرمال الراقي نسبيًا، ومخيمي الشاطئ وجباليا للاجئين.

فيما تحركات مشاة الجيش الإسرائيلي مسبوقة بوابل متدحرج من القنابل غير الموجهة بدقة، يتراوح وزن كل منها بين 1000 رطل و2000 رطل، ما أدى إلى تدمير مباني المدينة.

وأعقب ذلك قتال من مسافة قريبة، حيث طلب الجنود الإسرائيليون شن غارات جوية دمرت ما يصل إلى ثلاثة أرباع مدينة غزة، طبقًا للصحيفة البريطانية، مشيرة إلى أن الضرر الأكبر وقع في مخيمات اللاجئين ووسط المدينة وكذلك حول مستشفى الشفاء وميناء غزة.