أقامت دولة الإمارات العربية المتحدة تحالفاً مع المملكة العربية السعودية لمدة ما يقرب من العقد من أجل الإنهاء على الديمقراطيات في الشرق الأوسط و الإجهاز الكامل على الثورات في الوطن العربي.

بدأ من مصر حيث دعم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي مروراً بليبيا التي يدعمون فيها مجرم الحرب خليفة حفتر وكذلك سوريا الجريحة والتي تقبع تحت حكم بشار الأسد وأخيراً السودان.

أما اليمن فقد خاضت الدولتان حرباً على المدنيين العزل فيها وقاموا بقصفها فقتلوا الآلاف وشردوا الملايين علاوة عن الدمار المخلف في البلاد وحالة الانقسام السياسي.

والآن بعد تحالف محور الشر، دب الخلاف بينهما وتصاعدت حتى تنبهت لها الأوساط العالمية فهل اختلف ابن زايد وابن سلمان على الغنيمة؟ وهل يمتد الصراع إلى عداوة بعد التحالف؟

 

أسباب الخلاف 

ترجع أسباب الخلاف بين الدولتين إلى ملفات عديدة لكن التنافس الاقتصادي يأتي على رأسها خاصة بعد توجه المملكة في عهد محمد بن سلمان إلى تنويع الاقتصاد ومحاولة سحب البساط من الإمارات بهذا الشأن.

كذلك الخلافات النفطية كان لها نصيباً كبيراً خاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية واتجاه السعودية بالتعاون مع منظمة أوبك بلس إلى خفض الإنتاج ومن قبلها أزمة كورونا.

أما الأسباب السياسية فحدث ولا حرج وجاء على رأس القائمة ملف اليمن حيث انسحاب الإمارات بعدما شاركت في عاصفة الحزم مع السعودية ودعمها لانفصال الجنوب في حين تستمر الرياض في دعم الحكومة اليمنية.

سبب جديد 

يسعى كل من نظام محمد بن زايد ونظام محمد بن سلمان إلى بسط السيطرة والنفوذ في الشرق الأوسط ولذلك تتشعب المجالات التي يتنافس كل منهما فيها غير أن سبب جديد طغى على السطح بعد عملية طوفان الأقصى.

انحاز كل من النظامين بنسبة متفاوتة إلى الاحتلال الإسرائيلي لكن الإمارات كان موقفها أكثر علناً، في حين لم ينحاز إلى صف الشعب الفلسطيني سوى جماعة أنصار الله في اليمن والتي هاجمت سفن خاصة بالاحتلال الإسرائيلي.

التهديد الذي شكلته الجماعة اليمنية دفع دول غربية لإنشاء تحالف لمواجهة الحوثي وهو ما حبذته الإمارات لكن السعودية تقف مترددة بعدما أبرمت مفاوضات ناجحة مع جماعة أنصار الله الحوثي وهذا الموقف قد يشهد خلاف جديد بين الإمارات والسعودية.

الخلاصة أن محور الشر في المنطقة يشهد خلافات واسعة في عدة مجالات لكن السبب الأهم في الخلاف هو جشع وطمع كلا النظامين في مقدرات الدول الأخرى وسعيهما إلى بسط السيطرة والنفوذ.

اقرأ أيضًا : لماذا يتوسّل ‎محمد بن سلمان من الإدارة الأمريكية أن تبيعه الأسلحة الهجومية؟