أصدر المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان، ومقره في جنيف، بيانًا مساء أمس، كشف عن تعمد إدارة سجن الرزين تعريض معتقلي الرأي للبرد الشديد.

وقال المركز في بيانه: “تعمّدت إدارة سجن الرزين الصحراوي عدم مدّ معتقلي الرأي بملابس وأغطية مناسبة للشتاء، كما منعت الأهالي من إحضار ملابس شتوية وجاكيتات تقيهم البرد الشديد الذي يميز المنطقة الصحراوية، حيث يقع سجن الرزين، والذي تنخفض فيه درجات الحرارة إلى مستويات قياسية”.

وأكد البيان أن سوء المعاملة هذه، زاد في معاناتهم وفي أمراضهم، نظرًا لوجود عدد من المرضى فيهم وكبار السن.

وأشار المركز: “تعمُّد إدارة سجن الرزين حرمان سجناء الرأي من ملابس تقيهم برد السجن في فصل الشتاء يعد ضربًا من ضروب المعاملة اللاإنسانية، وانتهاكًا لكرامة السجناء ولآدميتهم، ولحقهم في ملابس مناسبة للمناخ وكافية للحفاظ على عافيتهم، طبقا للمادة 17 من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، المؤرخة في 13 مايو 1977: ” كل سجين لا يسمح له بارتداء ملابسه الخاصة يجب أن يزود بمجموعة ثياب مناسبة للمناخ وكافية للحفاظ على عافيته، ولا يجوز في أية حال أن تكون هذه الثياب مهينة أو حاطة بالكرامة”.

ونوه البيان الحقوقي، وقد دأبت سلطات سجن الرزين المعروف بـ”غوانتنامو” الإمارات، على سوء معاملة معتقلي الرأي والتنكيل بهم، بتسليط أشد العقوبات عليهم لأتفه الأسباب، كالحبس الانفرادي، والتفتيش المهين، والضرب، والتجويع، ومنع الزيارات، والإهمال الصحي، وتعريضهم لدرجات حرارة مرتفعة أو منخفضة، دون توفير الحد الأدنى من الحاجيات، وغيرها من ضروب سوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون، وخصوصا مجموعة الإمارات 94، كشكل من أشكال التنكيل والحط من الكرامة، على حد تعبيره.

ودعا المركز دولة الإمارات إلى: الالتزام بمعاملة السجناء معاملة إنسانية، والكف عن انتهاك كرامتهم وآدميتهم، وتخويلهم جميع حقوقهم التي أقرّها القانون الاتحادي بشأن المنشآت العقابية، والمعايير الدولية ذات الصلة، ومنها تمكينهم من ملابس تقيهم برد سجن الرزين الصحراوي.

كما طالب بفتح تحقيق جدي ونزيه فيما يقع من انتهاكات تنال من كرامة المساجين داخل السجون الإماراتية، وتتبع المسؤولين عن الانتهاكات، وجبر ضرر الضحايا، ورد الاعتبار لهم.

وختم المركز بيانه العاجل، بالمطالبة بالسماح لهيئات الأمم المتحدة وللمقررين الأمميين الخاصين وللمنظمات الدولية، بزيارة السجناء في سجون دولة الإمارات، ومعاينة مدى التزام سلطات دولة الإمارات بالمعايير الدولية بشأن معاملة المحتجزين.

يشار إلى أن معتقلي الرأي يتعرضون للعديد من أساليب المعاملة القاسية والوحشية، بلغت حد التحرش الجنسي ببعضهم، والتعرض لهم بالضرب والشتائم وتسليط الأصوات العالية جدا، وحرمانهم من أداء العبادات الجماعية، وتسليط حراس السجن النيباليين للتنكيل بهم.