يشن الاحتلال الإسرائيلي عداوناً سافراً على الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم 169 على التوالي والذي خلف ما يقرب من 32 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال علاوة عن آلاف الجرحى.
كما شرع الاحتلال في إطباق الخناق وحصار أهل غزة ومنع وصول أي مساعدات وبات أهالي القطاع خاصة في الشمال أمام مجاعة كارثية قد تحصد أرواح الكثير ولا سيما الأطفال.
قررت الولايات المتحدة بإدارة الرئيس بايدن إنشاء ميناء مؤقت في غزة لاستقبال المساعدات بحراً على الرغم من وجود معبر رفح مع مصر والذي تحدث عنه قائد الانقلاب السيسي أنه “مفتوح 24 ساعة”، حسب قوله.
لكن الحقيقة تكشف عن دخول شحيح للمساعدات من الجانب المصري وهذا يأخذنا إلى النقطة الأهم، هل تقبل مصر بوجود الميناء الذي يهدد دورها الاستراتيجي في القضية الفلسطينية؟.
دور مخزي في عهد السيسي
منذ انقلاب يوليو 2013 الذي قام به الجنرال عبد الفتاح السيسي وقد تراجع دور مصر الريادي في القارة الأفريقية والشرق الأوسط ككل وهو ما جعلها لاعب فرعي في أغلب القضايا.
انشغل قائد الانقلاب في التنكيل بمعارضيه بالداخل وفرض قبضة أمنية صارمة لكن في الخارج فقد مصر دورها أمام دول الجوار مثل السودان التي تشهد حرب دامية دون تدخل مصر وقد بدت بدون حيلة في القضية الأهم من قبل سد النهضة.
كذلك في الجهة الشرقية تعامل السيسي مع ملف غزة كونه ملفاً أمنياً فقط لذلك تراجعت نفوذه خاصة بعد خضوعه بشكل كامل لقرار دولة الاحتلال التي باتت تتحكم في معبر رفح وفي القرار المصري تجاه تلك القضية.
إقصاء مصر
شهدت مصر الرائدة إقليمياً تراجعاً على جميع المستويات في عهد السيسي بعدما تحكم الإمارات والسعودية في القرار المصري خاصة بعد الأزمات الاقتصادية المتتالية.
لذلك باتت مصر في عهد الانقلاب تفكر كثيراً قبل الدخول في صدام مع الحلفاء العرب أو حتى حلفائهم وعلى رأسها إسرائيل ناهيك عن التخوف من إغضاب الولايات المتحدة الأمريكية.
لذا سربت وسائل إعلام عبرية غضب السلطات المصرية المتصاعد تجاه ميناء غزة والذي يعتبر رصاصة الرحمة على العلاقة بين مصر والمقاومة بيد أن السيسي كان يستغل معبر رفح المنفذ الوحيد لفرض قراره عليها.
لكن الوضع الآن أصبح متعلق بالولايات المتحدة ومن خلفها الإمارات صاحبة الفضل على السيسي والتي تعتبر السبب الرئيس لوجوده في الحكم إلى الآن.. وبذلك تخرج مصر من المشهد تماماً وتفقد دورها الإستراتيجي في الملف الفلسطيني.
اضف تعليقا