كشفت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية، أن وجود المرتزقة الروس في سوريا كان بعلم الكرملين، وليس العكس كما قالت موسكو، بعد التقارير التي أشارت إلى مقتل العشرات منهم في غارة أمريكية على مواقع تابعة للنظام السوري والميلشيات الشيعية في دير الزور هذا الشهر.

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن هجومًا في 7 فبراير الجاري على قوات ومليشيات تتبع نظام الأسد، إثر هجوم فاشل شنته تلك القوات على قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها أمريكا، والتي تضم بين صفوفها عددًا من المستشارين الأمريكان.

وبحسب “بلومبيرج”، فإن المقاتلين الروس الموجودين في تلك المواقع شاركوا في الهجوم على القاعدة العسكرية المدعومة من أمريكا، كما أن كلاً من البنتاجون والكرملين يعرفان بتلك الحقيقة.

ولفتت الشبكة إلى أن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، عندما سئل عن الحادث وصفه بأنه “حادث محيّر”، مضيفًا “ليس لدي أية فكرة لماذا يهاجمون هناك وهم يعرفون أن قواتنا موجودة، ومن الواضح أن الروس يعرفون”.

وأشارت الشبكة إلى أن “تصريح ماتيس، وهو جنرال سابق وعارف بأسرار الحروب يشبه إلى حد كبير من يكذب كذبة نبيلة، كما يسميها أفلاطون، فهو لا يريد أن يعترف بأن الكرملين نفسه هو من أذن بالهجوم على قاعدة تضم قوات أمريكية، لأن ذلك سيعني ببساطة تصعيدًا جديدًا في سوريا، ومن ثَم كانت الحيرة هي الكلمة الأنسب للخروج من هذه الدوامة، وهو ما سمح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتراجع ونفي مسؤولية الكرملين عن وجود هؤلاء المرتزقة الروس في سوريا”.

وتقول إيفلين فاركاس، النائبة السابقة لمساعد وزير الدفاع الروسي، إن أي مرتزق روسي، سواء كان في أوكرانيا أو في سوريا، فإنه يعمل لحساب الحكومة الروسية.