انتي مصرية ؟ الله يخليلكم السيسي
رافقتي هذه الجملة طوال مدة الزيارة التي مكثت فيها في بيروت ، مع كل سائق أقابله او امتطى سيارته ، ما أن يعرف أني مصرية فيرد بالدعاء له ، فأتساءل انا باستهجان و بسؤال لا إجابة له ” ليه الله يخليه ” !
ما أن يعرف أنني لا انتمي لهذا الكائن من قريب أو من بعيد حتى يشرع في سب الأنظمة العربية المستبدة القاهرة ، و لكن يبقى السؤال .. لماذ اصبح رد الفعل التلقائي بالدعاء للحكام نوع من الترحيب بالقادمين من مناطق حكمهم رغم أننا صنعنا ثورة
ولماذا يظن البعض أننا على دين حكامنا بالسليقة واننا سنمجد كل من يرفع ذكرهم ، لماذا اقترن الترحيب بنا بإعلاء ذكر السلطان و هو الفاعل بنا ما يفعله جنود الاحتلال في أي دولة يغتصوبها ويجعلوا أعزة أهلها أذلة ، ثم ولماذا ينبغي علينا ان نحبه أصلا !! و لا نُسأل عن رأينا في حكمه لإن البديهي غدا أننا متبوعين
هذا القائل و غيره لا يعرفون ربما أن ما يجري في بلد منهم ليس ببعيد يدفعنا دفعًا لإن نلعن رمز القيادة المزعومة
ربما لا يعرفون أيضًا أن هذا الصوت العذب الذي يتخلل قلبك وتصدح به مكبرات صوت مسجد “محمد الأمين” بعد صلاة العصر بصورة “ص” ، لتطرب آذان كل من يمرون بساحة الشهداء وسط بيروت ، لا استطيع أن أسمعه أنا في موطني ” بلد الأزهر” ، لإن النظام المُمجد هذا يوصم كل مظاهر الدين بالإرهاب ، و أنهم فعلوها رغم كل ما تحمله الدولة من تنوعات طائفية
و أن النقاش السياسي الذي يدور بيننا لأخبرهم أننا نعيش على وقع مهزلة انسانية اسمها “السيسي” لا استطيع أن اجريه في بلدي ، ربما كان السائق مواطنًا شريفًا فسلمني لأقرب كمين للجيش ، بيد أنني لا استطيع ان ادخلها اصلًا وقتما أريد
هؤلاء المارين الذين يسبحون بحمد الأنظمة ، ما ان سألتهم عن رأيهم بالرئيس قالوا فيه ما في الخمر ،، ليس لأنني غريبة عنهم و هم يعون ( ادعي على ابني و اكره اللي يقول آمين) لكن لأن أغلبهم – كحال معظم الشعوب العربية إلا الثائرين – اعتادوا أن الدين لله و الوطن للحكومة والجيش ، هكذا دون مقابل
و ان استطردت بحديثك لتسألهم و ماذا عن القمامة في الشوارع وعن البنية التحتية المهترأة و عن الاقتصاد المنبعج و عن الكهرباء التي تقطع يوميا لثلاث ساعات أو يزيد و لماذا لا يثورون ،، لا تجد اجابة فتعرف أن ” سلو بلادنا كده”
اضف تعليقا