ذاع صيت دولة الإمارات العربية المتحدة بكونها الدولة القمعية الأولى في الشرق الأوسط لكن مؤخراً بدأت منظمات دولية تسلط الضوء على دورها الخبيث في تعزيز عمليات التجسس في المنطقة.

بدأت الإمارات رحلتها نحو ريادة عالم التجسس عبر استقطاب الشركات الناشئة ولا سيما الإسرائيلية منها و استوردت من دولة الاحتلال التي تعمل لها كوكيل في المنطقة أجهزة تجسس متقدمة للغاية وعلى رأسها برنامج بيغاسوس.

ثم قامت الإمارات بتطوير تلك الأجهزة التي حاولت عبرها اختراق هواتف إعلاميين ومسؤولين عرب وغربيين إلا أنها لم تكتف لذلك فذهب إلى تدعيم شركات التجسس.

مؤخراً سلطت وسائل إعلامية الضوء على تجسس الإمارات على ما يقرب من 1000 شخصية أوروبية في القضية التي عرفت باسم أسرار أبوظبي وهو ما جعل الأمم المتحدة تعيد فتح الملف مرة أخرى بعد أشهر من الفضيحة.

أسرار أبوظبي 

سلط موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني على إقامة فعالية على هامش الدورة الخامسة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف والتي جمعت خبراء وإعلاميين وأكاديميين وبعثات دولية وباحثين وضحايا لمناقشة تداعيات فضيحة “أسرار أبوظبي”.

حملت الفعالية عنوان “التجسس والأخلاق والتأثير – الأمن السيبراني والحق في الخصوصية (أسرار أبوظبي)” وقد ركزت بشكل كامل على قضية الوكالة السويسرية ألب سيرفيس المثيرة للجدل وأنشطتها التجسسية المزعومة، المتعلقة بمهام استخباراتية خاصة لصالح أجهزة المخابرات الإماراتية.

ونوه الحضور إلى أن أبوظبي قدمت ما لا يقل عن 5.7 مليون يورو للوكالة السويسرية بين 2017 و2020 للتجسس على الإسلاميين في أوروبا وبالتالي قامت الوكالة خلال تلك الفترة باستهداف أكثر من 1000 شخصية وأكثر من 400 منظمة إسلامية في أوروبا.

ماريو بريرو 

نشأة الوكالة تعود لصاحبها ماريو بريرو الذي أسسها عام 1989 في جنيف وقام بتوظيف حوالي عشرين شخصًا بما في ذلك مهندسو الكمبيوتر والمتخصصون في الجغرافيا السياسية وضباط الشرطة السابقون متخصصة رسميًا في “التحقيقات الدولية” ، ومكافحة الجرائم الاقتصادية بحسب موقعها الإلكتروني.

انخراط بريرو في قيادة وتوجيه شبكة تضليل قوية تعمل في فرنسا ممولة من الإمارات متعاوناً مع ضابط إماراتي يدعى مطر الرميثي وهو مهمته: تنسيق عمليات أبوظبي السرية في أوروبا التي استهدفت شن أوسع حملة تحريض وتشهير للسمعة.

خطط بريرو والرميثي إلى النيل من دولة قطر وتشويه صورتها عبر التجسّس غير القانوني على أكثر من 1000 أوروبي، كما نفذا عمليات تأثير على القضاء، تلاعبا بالتحقيقات السرية في الاتحاد الأوروبي، وكذلك تلاعبا ببعض وسائل الإعلام من خلال شبكة من الصحفيين المأجورين، وهذا ما خلص له مؤتمر جنيف للأمم المتحدة.

الخلاصة أن الإمارات بات من الصعب عليها أن تغطي على تلك الفضيحة بعدما قررت الأمم المتحدة فتح قضية أسرار أبوظبي من جديد وكذلك يصعب عليها تحسين تلك الصورة القذرة كونها دولة استهدفت سمعة الشرفاء والأبرياء حول العالم.

اقرأ أيضًا : بالمال والنفوذ.. كيف سيطرت الإمارات على منظمة الإنتربول ودمرت سمعتها ؟