اعتلي محمد بن سلمان الحكم في المملكة رسمياً في عام 2017 بعد الإطاحة بابن عمه الأمير محمد بن نايف بمساعدة أبيه الملك الذي مهد له الطريق للسيطرة على كل مؤسسات المملكة.

كان واضحاً جلياً وجهة ولي العهد وسلوكه في إدارة الحكم بيد أنه مولع بألعاب الفيديو وأفلام الخيال العلمي فراح ينفق من أموال المملكة يمنى ويسرى حتى باتت السعودية الغنية بالنفط تسعى للاقتراض.

علاوة على ذلك أن ولي العهد الذي امتلك القوة الأمنية الضاربة لم يسمح لأحد بانتقاده وبات يرهب كل معارضيه حتى لا يتم فضح أمره وقد اعتقل كل من قام حتى بالتلميح بذلك.

لكن قبل اعتلائه سدة الحكم كان أحد المعارضين أصحاب الكلمة والرأي يرى عبث بن سلمان فانتقاده مع أبيه الملك فنكل به ولي العهد بكل وحشية ألا وهو الداعية سليمان الدويش.

فاجعة تهدم بيتك 

لاحظ الداعية المعروف سليمان الدويش تنامي نفوذ محمد بن سلمان تهيداً للوصول لحكم المملكة فقام بانتقاد الملك بكل شجاعة ولم يخش الاعتقال والتنكيل الذي انتهجه محمد بن سلمان.

غرد الدويش مخاطباً الملك “لا تفرط في منح ابنك المراهق المدلل مزيدًا من الثقة والصلاحيات دون مراقبة ومحاسبة وإلا فانتظر كل يوم ٍ فاجعة تأتيك منه حتى تهدم بيتك”.

وتابع “محبّتك لابنك وترك محاسبته تنمّي عنده شعورًا يوصله غالبًا إلى الاستخفاف بك والاعتداد بنفسه بحيث لا يبالي بخسارتك لمنجزاتك التي كنت تفخر بها”.

فما كان من آل سعود سوى أن اعتقلوا الدويش، في سجنٍ غير رسمي أقيم في قبو أحد القصور الملكية بالرياض ويديره أعضاء من الدائرة المقربة لولي العهد، ولم ترد عنه أي أخبار منذ يوليو 2018.

ثمن كلمة الحق 

اعتقل الدويش في إبريل 2016 وتعرض للتعذيب على يد أحد كبار المسؤولين السعوديين الذي تعدى عليه بالضرب المبرح حتى غرق بالدماء، وتدخل بعض الحضور لمنع قتله، طبقًا لمنظمات حقوقية.

لم ينته الأمر عند هذا الحد فقد تم اعتقال أبناء الدويش “مالك وعبد الرحمن” وحرمان أبنه الأخير الذي كان معتقلاً أيضًا من السفر انتقاماً من كلمة الحق التي قالها والدهم.

كما نقل منظمات حقوقية معاناة عائلة الدويش منذ اعتقاله، إذ طال الإخفاء القسري أبنائه لمطالبتهم بمعرفة مصير والدهم، بعدما يأسوا من مراجعة الجهات المعنية وتواصلهم مع الأجهزة الحكومية ومناشدة الأمراء للتوسط لطمأنتهم على والدهم، إذ بدأ النظام باعتقالهم تباعا، وتعرضوا للتعذيب، في انتهاك صريح للقوانين والمعاهدات الدولية.

وبعد مرور سبع سنوات على اعتقال الداعية السعودي سليمان الدويش واخفاءه قسريًا بسبب تعبيره السلمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما لا يزال مصيره مجهولًا.

اقرأ أيضًا : صحف دولية : بن سلمان يوجه الطعنات للقضية الفلسطينية