تلعب الإمارات العربية المتحدة دوراً رئيساً في زعزعة استقرار الأنظمة في الشرق الأوسط ولا سيما العربية منها لبسط السيطرة والنفوذ والاستيلاء على موارد الدول والتحكم بقراراتها.

لكنها من جهة أخرى تعمد إلى توصيل صورة مغايرة عبر الإعلام عن الدولة المتسامحة صحابة الإمدادات والإغاثة الإنسانية، كما أنها تضغط على حلفائها لتوصيل تلك الصورة.

ومن بين الدول التي دمرتها الإمارات تبرز السودان الذي فضح مبعوثها في مجلس الأمن الإمارات وكشف لعبتها في دعم ميليشيات محمد حمدان دقلو حميدتي والذي ارتكب جرائم حرب في السودان.

لكن ذلك أغضب الإمارات ودفعها إلى إلقاء اللوم على المملكة المتحدة واتهمها بأنها المتسببة في الفضيحة التي لحقت بحكام مملكة النفط التي دمرت البلاد وشردت العباد.

تخبط إماراتي 

أكدت تقارير على أن أروقة الحكم في دولة الإمارات تشهد حالة من التخبط والارتباك الشديدة بسبب فضح تورطها في السودان بدعمها ميليشيات مسلحة لتصعيد الحرب الأهلية في البلاد وخطط أبوظبي لكسب النفوذ.

من جهة أخرى، كشفت صحيفة “تايمز أوف لندن” أن حكومة الإمارات ألغت اجتماعات مع وزراء بريطانيين بعد اتهامها بتمويل جماعات شبه عسكرية في السودان.

جاء ذلك بعد استضافت مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من إبريل لاجتماع بناءً على طلب المملكة المتحدة بشأن الحرب الأهلية في السودان، التي اندلعت في أبريل من العام الماضي وأدت إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، واستغل ممثل السودان الاجتماع لاتهام الإمارات بدعم ميليشيات الدعم السريع، وهو ما أغضب بن زايد.

وقفوا متفرجين 

استشاط بن زايد غضبًا بسبب دعوة بريطانيا للاجتماع وهو ما علق عليه نديم الزهاوي، الوزير السابق في مقابلة مع صحيفة التايمز قائلاً “اعتبر رد بريطانيا على ذلك باهتاً للغاية لدرجة أن الإماراتيين أوقفوا جميع الاجتماعات الوزارية مع المملكة المتحدة مؤقتاً، معربين عن غضبهم من وقوفنا متفرجين بينما يقوم السودانيون بالتشهير بهم”.

وهاجم الوزير السابق السودان مشيراً أن “هذا هو نفس الفصيل السوداني الذي يدعي أن التحالف مع إيران ليس مناهضًا للغرب أو مناهضًا لإسرائيل”، حسب زعمه، مشيراً إلى أن بريطانيا كان يجب عليها أن تقف بجانب الإمارات.

من جهة أخرى، علمت صحيفة التايمز أنه تم إلغاء أربعة اجتماعات وزارية في الأسابيع المقبلة بسبب الخلاف، وهو مصدر آخر للتوتر في العلاقات بين الإمارات والمملكة المتحدة بعد تدخل الحكومة لوقف استحواذ مستثمر مدعوم من أبو ظبي على صحيفة ديلي تلغراف بسبب قمع الإمارات.

الخلاصة أن الإمارات تلقت فضيحة من العيار الثقيل على منبر مجلس الأمن والآن ظهر التخبط والغضب على حكومة محمد بن زايد التي عملت على تدمير السودان وتشريد أهله.

اقرأ أيضًا : الإمارات في مواجهة حراك أوروبي واسع.. لماذا؟