كشفت تقارير إسرائيلية أن الشعار الذي رفعه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحقيق “النصر المطلق” على حماس يثير كثيرا من السخرية في أوساط الإسرائيليين، لأنه بعد سبعة أشهر من الهجوم الكبير الذي نفذته الحركة على مستوطنات غلاف غزة، فما زال الاحتلال يخسر، فيما المقاومون يرسّخون وجودهم في القطاع مرة بعد مرة؟
كذلك كل ما يتحدث عنه الاحتلال من “إنجازات” تتلاشى، لأن قادته السياسيين والعسكريين غير قادرين على اتخاذ القرار، وكل ما يقومون به لا علاقة له بتحقيق أهداف الحرب المزعومة.
فيما قال بن كاسبيت المحلل السياسي الأبرزإنه “في دولة صحية، كان نتنياهو سيُسحب من شعره المستعار منذ فترة طويلة، ويُركل إلى مزبلة التاريخ، بعد أن يدخل غرفته مجموعة الوزراء من حزبه والائتلاف، ويشرحوا له الخيارات: إما أن يسير على ما يرام من تلقاء نفسه، أو أن يساق رغماً عنه، لأن الدولة أهم منه، وقد أصبح منذ زمن بعيد ثقلاً على عنقها، ولذلك يجب عليه إخلاء مكانه، وهذا ما فعله البريطانيون بنيفيل تشامبرلين في خضم الحرب العالمية، لأنه لم يكن هناك خيار، ولأنه كذب، وجرّ بريطانيا من فضيحة إلى أخرى، كما يقوم بذلك نتنياهو اليوم”.
وتابع في مقال نشره موقع واللا، أن “نتنياهو الذي دأب في الآونة الأخيرة على التهديد باجتياح رفح، لم يفعلها منذ ثلاثة أشهر، واليوم فإن الشيء الوحيد الذي قد يدفعه للجنون، ودخول رفح بكامل قوته، هو صدور مذكرات الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، ما يعني أن الطريقة الوحيدة لجعله يفقد خوفه، وينفذ تهديداته هو مصيره الشخصي، الذي يستثمر فيه 70% من وقته، و80% من طاقته، لأنه لا يتخيل الحياة دون الرحلات الممتعة للخارج على حساب الدولة، وهو سيناضل من أجل حريته الشخصية حتى يسفك الدماء”.
ولفت إلى أنه “بعد سبعة أشهر بقليل على هجوم أكتوبر، فإن الجيش الذي قدّر أن الأمر سيستغرق عامًا من القتال للسيطرة على جميع معاقل حماس في غزة، أهدر أسابيع عديدة دون أن يفعل شيئًا، بانتظار المستوى السياسي، أي نتنياهو، ولو تركوا الجيش يعمل بأقصى سرعته طوال الوقت، لانتهى الأمر بعد 4 أشهر، لكن كاريكاتير (النصر المطلق) الذي اخترعه نتنياهو هو ما يعيق الجيش عن التقدم ميدانياً، ويجعله يتخبّط، لأن نتنياهو غير قادر على اتخاذ قرار بشأن أي قضية، والنتيجة أن كل إنجازات الجيش تتآكل وتتبدد بفعل الجمود الحاصل، وما إن ينسحب الجيش من خانيونس حتى تعود حماس للظهور من جديد”.
وكشف أن نتنياهو “الوقح” أمر بإجراء استطلاع للتعرف على ثقله السياسي بين الجمهور فيما يقوم الجيش بتجنيد مئات الآلاف من جنود الاحتياط، لكن كل من يعرفه لا يستغرب، فهو مدمن على صناديق الاقتراع، وليس لديه ذرة ضمير في جسده كله، وقد أفسد الدولة بأكملها.
اضف تعليقا