تعمل الإمارات المتحدة على إسقاط الدول العربية ودول منطقة الشرق الأوسط من أجل بسط السيطرة والنفوذ والسطو على قراراتها وكذلك الاستحواذ على مقدراتها وسرقة الثروات.
بدءاً من مصر إلى ليبيا واليمن والصومال وأخيراً السودان فقد عملت بأشكال مختلفة على زعزعة استقرار الدول تارة بالمرتزقة وتارة بدعم الميليشيات وتأجيج الأزمات والانقلابات.
كان آخر تلك المحاولات في السودان حيث دعمت الإمارات ميليشيات الدعم السريع بالمال والسلاح والعتاد لأسباب كثيرة يكمن مجملها أنها طامعة في الموقع الاستراتيجي للسودان.
علاوة على ذلك فقد وضعت أبوظبي ثروات البلد الأفريقي نصب أعينها من معادن ثمينة وذهب ونفط وحرصت على استغلالها فأشعلت فتيل الأزمة التي دمرت البلاد وشردت العباد.
https://th.bing.com/th/id/OIP.8I_MwBsShv7b03WeX5eoBQAAAA?rs=1&pid=ImgDetMain
الحرب الأهلية.. صفقة!
تحدث الباحث الإيطالي جوزيبي دينتيتشه، رئيس ديسك الشرق الأوسط بمركز دراسات السياسة الدولية بروما (CeSPI) على توغل الإمارات في السودان.
وقال الباحث إن “الهيمنة على هذه الثروات، التي لم تعد تقتصر فقط على النفط أو الغاز، وامتدت للذهب والكوبالت والنحاس، تشهد سباقاً عالمياً لاستغلالها، وعلى وجه الخصوص الذهب الذي تتميز به البلاد، وذلك في إطار أجنداتها الوطنية التي تهدف إلى تنويع اقتصاداتها، وهو الجانب الذي نراه بقوة في الإمارات”.
ليس ذلك فحسب فقد لفت الباحث إلى أن “الملمح الاستراتيجي للحرب الأهلية يتمثل في وضع السودان بصفته لاعباً محورياً في توازنات البحر الأحمر، أولاً بالنظر إلى الدور المستقبلي الذي من الممكن أن تلعبه موانئه، وثانياً استخدام الشركات التي تمارس أنشطة غير قانونية، خاصة في عمليات تهريب الذهب، والتي تشهد اهتماماً من قبل الإمارات أيضًا.
جائعين للذهب
ليس دينتيتشه وحده الذي علق على طمع الإمارات في مقدرات السودان فقد أكد الكاتب والباحث الإيطالي جوزيبي غاليانو، رئيس مركز كارلو دي كريستوفوريس للدراسات الاستراتيجية، على أن “الحرب الأهلية في السودان تنتمي إلى ذاك النوع من الصراعات الداخلية التي يتعيّن بلورتها في سياق أوسع”.
ولفت غاليانو إلى أنه بالنظر إلى موقع السودان الجغرافي الاستراتيجي على البحر الأحمر، فقد حرصت دول خليجية على الارتباط بعلاقات تجارية وثيقة مع السودان قبل الحرب وبعدها تسبب في الكارثة بشكل مباشر.
كما ذكر في تحليل نشرته صحيفة “نوتيتسييه جيوبوليتيكيه” الإلكترونية الإيطالية، تحت عنوان “دور الدول العربية الجائعة للذهب في السودان”، أن “أكبر الدول العربية استثماراً في السودان هي الإمارات من جهة والسعودية من جهة أخرى.
ولذلك فإن الإمارات بالأخص ليست لديها أية نية لإيجاد حل للصراع في القريب العاجل، بالنظر إلى كونها أيضاً في منافسة قوية على استغلال موارد السودان والاستحواذ على موقعه.
الخلاصة أن الإمارات فُضحت أمام العالم وبات يعرف القاصي والداني طمع تلك الدولة في مقدرات الغير حتى ولو على حساب دماء الشعوب لذلك فهي أصبحت خطراً كبيراً على الإنسانية.
اقرأ أيضًا : دولة الاستبداد.. كيف تراجعت الحريات في الإمارات في السنوات الأخيرة؟
اضف تعليقا