انحاز الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية محمد بن سلمان إلى الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يروجو التطبيع معه على حساب أبناء الشعب الفلسطيني في العدوان الأخير على غزة.

كشف أكثر من ملف نية بن سلمان إرضاء الجانب الإسرائيلي ومن وراءه الجانب الأمريكي عبر الانحياز غير المباشر للاحتلال، فالبداية كانت من منع التضامن مع غزة في مساجد المملكة وميادينها.

علاوة عن منع استخدام سلاح النفط لردع الاحتلال الإسرائيلي وإثناءه عن ارتكاب المجازر في حق الشعب الفلسطيني وكذلك المشاركة في خيانة الجسر البري التي تقودها الإمارات.

كل ذلك جعل المملكة تخسر من رصيدها كدولة فاعلة في المنطقة العربية وكذلك وضع ولي العهد في حالة من التذبذب بسبب رفض السعوديون لخيانته تجاه الشعب الفلسطيني والقضية العربية.

مقايضة ولي العهد 

تحدثت الأكاديمية السعودية المعارضة مضاوي الرشيد، في مقال بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني، حول فشل ولي العهد السعودي،  محمد بن سلمان، في دعم الفلسطينيين وتحقيق التقارب بين السعودية والاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت أن العلاقات المتوترة بين ابن سلمان وحركة حماس، وتأثير ذلك على المشهد الفلسطيني، والسبب في ذلك هو تغير سياسات الرياض مع قدوم ولي العهد السعودي ومحاولات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي مع التأكيد على وجود انتقادات دولية لهذه الخطوات.

وأضافت بأن “دعم المملكة المتردد والفاتر للفلسطينيين وسط المذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزة على مدى الأشهر السبعة الماضية، يظهر أنها لم تعد حاكماً حقيقياً، في حرب لا تستمع فيها تل أبيب حتى إلى أسيادها في واشنطن، ناهيك عن جيرانها الخليجيين الأغنياء”.

ونوهت على أنه “في حين أن لدى الإمارات وقطر اتصالات وقنوات اتصال حميمة مع إسرائيل وحماس، فإن المملكة في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مشوشة لسبب مهم: أن مصلحتها الوطنية، التي تتمحور حول إبقاء الولايات المتحدة قريبة كراع أمني، لا يمكن أن تكون راعية للأمن، وذلك على حساب حق الفلسطينيين في الحياة الكريمة والتحرر من الاحتلال”.

 

قلق من الداخل 

تطرقت الأكاديمية السعودية إلى حالة القلق التي تنتاب ولي العهد من خطوة التطبيع مؤكدة أن ” محمد بن سلمان انحرف عن السعي القديم لقيادة العالم العربي؛ لأنه قلق بشأن قيادته في الداخل.

والآن بعد أكثر من سبعة أشهر على بدء العدوان يواجه ولي العهد حقيقة أنه وفقًا لأحد الاستطلاعات، فإن 96% من السعوديين يعارضون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

ولذلك حرصت وسائل الإعلام الرسمية على دحض “الشائعات” حول الرضا السعودي أو الاندفاع لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأكدت الرياض مؤخراً للإدارة الأمريكية أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

الخلاصة أن محمد بن سلمان الذي يسعى للتطبيع بكل قوة يواجه مواجهة داخلية رغم قمه الشديد وقد أصبح مشوشاً بسبب رفض السعوديين للتطبيع مع الاحتلال علاوة عن خسارة السعودية لدورها العربي بسبب خيانة بن سلمان.

اقرأ أيضًا : تريلوني دولار.. ما سر الإهدار الكبير للأموال في مشروع نيوم ؟