تواجه دولة الإمارات المتحدة اتهامات بمساعدة الأثرياء الروس المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإفلات من العقوبات المفروضة عليهم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
تلك العقوبات التي فرضت على موسكو بعدما قررت غزو كييف في شباط / فبراير 2022، فقرر الأغنياء من روسيا الهروب بأموالهم إلى دولة ذات ملاذ آمن للثروات المشبوهة كالإمارات.
ورغم التهديدات التي وجهتها مؤسسات أوروبية وأمريكية للإمارات إلا أنها ظلت تستقبل هؤلاء السياسيين بجانب مجرمي غسيل الأموال والمافيا والعملات الرقمية أو المشفرة.
سلطت تقارير الضوء على مساعدة الإماراتيين للروس وتفاجأت منظمات دولية من حجم المال المهرب الذي استقر في دبي على هيئة عقارات ومنتجعات فارهة.
التهرب من العقوبات
أكد تحقيق أن الأثرياء الروس اشتروا عقارات في دبي بقيمة 6.3 مليار دولار ما رفع الممتلكات العقارية الروسية بأكثر من عشرة أضعاف بعد الغزو الأوكراني في فبراير عام 2022.
وشدد التحقيق الذي نشره الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين، إنه تم توثيق تدفق الاستثمارات الروسية إلى العقارات في دبي في السنوات القليلة الماضية سابقًا، لكن سجلات العقارات المسربة حديثًا من عام 2022 توفر الآن لمحة سريعة عن نطاقها.
جدير بالذكر أن ذلك يأتي وفقاً لتقديرات التحقيق الذي يأتي ضمن المبادرة المعروفة باسم “Dubai Unlocked”، وهو تعاون حديث بين الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين وأكثر من 70 شريكاً إعلامياً بقيادة المنفذ المالي النرويجي E24 ومشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد.
ويُظهر التحقيق الذي استمر ستة أشهر في سوق العقارات المزدهر والسري في دبي كيف اشترى السياسيون والمتهربون المشتبه بهم من العقوبات -بدءاً من “ملكة العملات المشفرة” روجا إجناتوفا إلى زعيم المخدرات المتهم دانييل كيناهان- عقارات في بعض أحياء المدينة الأكثر تميزاً في الشرق الأوسط.
الأموال تصب في دبي
سلط ماثيو كولين، كبير الباحثين في مرصد الضرائب بالاتحاد الأوروبي الضوء على القضية قائلاً إنها “نقدر أن حجم الأموال الروسية المتدفقة إلى العقارات في دبي زاد بأكثر من عشرة أضعاف بعد غزو أوكرانيا وهذا يوضح كيف أصبحت المدينة وجهة رئيسية لنخبة الروس الذين يتهربون من العقوبات أو يهربون من الحرب نفسها”.
يذكر أنه من بين العقارات السكنية التي تم شراؤها بقيمة 6.3 مليار دولار – وهو “تقدير متحفظ”، وفقًا للتقرير – كانت قيمة 2.4 مليار دولار من العقارات القائمة و3.9 مليار دولار لا تزال قيد التطوير.
طبقًا للتحقيق، فإن من بين المستثمرين لاعبون رئيسيون في السياسة الروسية، والشركات الحكومية، وقطاع الأعمال، بالإضافة إلى شخصيات ملونة، مثل الجاسوسة آنا تشابمان، التي تم القبض عليها في نيويورك عام 2010 بتهمة التجسس، قبل الإفراج عنها ضمن صفقة تبادل مع روسيا.
وتشير سجلات العقارات إلى أنها اشترت شقة في دبي في أوائل عام 2022 بقيمة 566 ألف دولار، بعد فترة وجيزة من الترويج لاستثمارات عقارية في المدينة لمتابعيها الروس على إنستغرام، وفقًا لموقع E24.
اضف تعليقا