اندلعت الحرب السودانية في أبريل 2023 بين الجيش النظامي السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وبين ميليشيا الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو حميدتي المقرب من الإمارات.
جاءت الحرب لتفسد جهود القوى المدنية التي كادت أن تتوصل إلى اتفاق إطاري يضع السودان أمام خارطة طريق محددة تأخذ البلد الفقير إلى مستقبل سياسي أفضل لكن الإمارات لم ترد ذلك.
أوزعت الإمارات إلى ميليشيا الدعم السريع كي توقد شرارة الحرب التي خلفت آلاف القتلي والجرحى وملايين النازحين علاوة عن مأساة إنسانية قد تكون الأكبر في العالم.
مؤخراً حثت تقارير الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات على دولة الإمارات التي ما زالت تغذي الحرب وتقف ورائها لأنها تستفيد من موارد البلد الأفريقي الفقير مادياً لكنه يمتلك ثروات مهدرة.
أبو ظبي تغذي الحرب
سلطت صحيفة الغارديان البريطانية الضوء على دولة الإمارات المتحدة التي تغذي الحرب الأهلية في السودان مؤكدة أنه لن يكون هناك سلام حتى يواجه المجتمع الدولي الدور العدواني لأبوظبي.
وشددت الصحيفة في مقال على أن الإمارات تقوم بتسليح ودعم جانب واحد في الصراع، لكن المسؤولين البريطانيين والأمريكيين تجنبوا مواجهتها، وبالتالي أصبحت الحرب في السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المستمرة في العالم.
حاولت الصحيفة تجسيد الواقع بعد أكثر من عام بقليل من القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، كان هناك 6.8 مليون شخص مشرد داخليا، وفر مليونا من البلاد، و24.8 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف السكان، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
كما أبرزت الصحيفة أن الإمارات هي اللاعب الأجنبي الأكثر استثمارا في الحرب فلولا دعمها المباشر والشامل، لما تمكنت “قوات الدعم السريع” من شن الحرب بنفس القدر.
بسط الهيمنة والنفوذ
تحدثت الغارديان على أن السودان هو مفتاح استراتيجية الإمارات في أفريقيا والشرق الأوسط، التي تهدف إلى تحقيق الهيمنة السياسية والاقتصادية مع الحد من التطلعات الديمقراطية، منذ عام 2015، حصلت على مقاتلين من كلا الفصيلين للانضمام إلى صراعها في اليمن.
إضافة إلى ذلك فإن أبوظبي تعد المستورد الرئيسي للذهب السوداني ولديها خطط بمليارات الدولارات لتطوير الموانئ على طول ساحل البحر الأحمر في السودان علاوة عن المساحات الشاسعة في البلاد والأراضي الخصبة.
وأكدت الصحيفة أنه عند اندلاع الحرب، أفادت التقارير أن الإمارات أنشأت عمليات لوجستية لإرسال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع من خلال شبكاتها في ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأوغندا وميليشيات حفتر وفاغنر، كذلك تمول الإمارات هذه الشبكات بالأسلحة والإمدادات كمساعدات إنسانية.
الخلاصة أن محمد بن زايد قام بتدمير السودان عبر إشعال فتيل الأزمة ولابد للمجتمع الدولي والحكومات الغربية أن توقفه وتحاسبه على فعلته وإلا فإنه سيستمر في تدمير البلدان واحدة تلو الأخرى.
اضف تعليقا