اتفق كل من محمد بن زايد الرئيس الإماراتي ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي الحاكم الفعلي للمملكة على تدمير كل التجارب الديمقراطية في المنطقة ومن ثم الانقضاض على ثروات الدول والسيطرة على قراراتها.

مصر ثم ليبيا واليمن وأخيرا السودان جميعها وقعت ضحايا لمحور الشر في المنطقة ثم بدأت مرحلة أخرى بين الرجلين يشوبها الخلاف حتى وصل الأمر إلى تقديم كل واحدة في الأخرى شكوى بالأمم المتحدة.

وجهة الاختلاف تكمن في جزر الياسات وهي منطقة حدودية مختلف عليها منذ سبعينيات القرن الماضي، قامت الإمارات بتحويلها إلى محمية طبيعية في عام 2019 لكن السعودية رفضت ذلك بعد تنامي الخلاف في 2024.

السعودية أعلنت أنها لا تترك حقها في تلك الأراضي في ظل إنكار الإمارات لذلك مشيرة إلى أن المحمية الطبيعية التي تضم حيوانات منقرضة تقع في مياهها الإقليمية فما القصة.

صراع محور الشر 

تقدمت السعودية بوثيقة رسمية نشرها موقع الأمم المتحدة، في 18 مارس 2024، تقول أنها “لا تعتد ولا تعترف بأي أثر قانوني” لإعلان الإمارات أن “الياسات” منطقة بحرية محمية وذلك بحسب المرسوم الأميري رقم 4 الصادر عام 2019.

وشددت الخارجية السعودية “لا تعترف.. بأي إجراءات أو ممارسات يتم اتخاذها أو ما يترتب عليها من حكومة الإمارات في المنطقة البحرية قبالة الساحل السعودي”.

وأكدت على أنها تتمسك بكافة حقوقها ومصالحها، وفقا لاتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين في 21 أغسطس 1974 الملزمة للطرفين وفقا للقانون الدولي العام” بحسب المذكرة التي تعتبرها الحكومة السعودية “وثيقة رسمية” وطالب الأمم المتحدة بتعميمها.

خداع سعودي أم استحواذ إماراتي 

الإمارات ردت على وثيقة السعودية بوثيقة أخرى تقول فيها إن “محمية الياسات” تقع في المياه الإقليمية التابعة لها، مؤكدة أنها “لا تعترف للسعودية بأي مناطق بحرية أو حقوق سيادية أو ولاية بعد خط الوسط الفاصل بين البحر الإقليمي لدولة الإمارات والبحر الإقليمي للسعودية المقابل لمحافظة العديد”.

علاوة على ذلك فقد أكدت أكاديمية إماراتية تدعى نورة المزروعي أن حكومة الإمارات لم تلاحظ “التناقض” بين الاتفاق الشفهي والمعاهدة على الورق إلا في عام 1975، ولذلك لا يمكن الرجوع لمعاهدة جدة.

وأرجعت المزروعي إلى غياب المحامين والفنيين والجغرافيين في فريق التفاوض التابع لحكومة الإمارات، التي “حاولت إعادة السعودية إلى طاولة المفاوضات منذ ذلك الحين”.

والآن يطفو هذا الخلاف على السطح لكنه يحمل كثير من الدلالات كونه خلاف بسيط بين رجلين يسعى كل منهما إلى الريادة الاقتصادية وبسط السيطرة والنفوذ.

اقرأ أيضًا : اعتقالات بالجملة للعمال الأفارقة في المملكة العربية السعودية.. لماذا؟