بعد فترة كبيرة من توتر العلاقات بين الجزائر والإمارات، جرى أول لقاء رسمي بين  الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس دولة الإمارات محمد بن زايد، وذلك على هامش اجتماع قمة السبع في إيطاليا، في محاولة من الأخير لاسترضاء الرئيس الجزائري، بعد الأزمات التي افتعلتها الإمارات ضد الجزائر.

وكانت الجزائر قد وجهت اتهامات غير مباشرة للإمارات باستهداف أمنها القومي والإقليمي.

ظهر بن زايد وهو يتوجه إلى  حيث كان يجلس الرئيس تبون إلى الطاولة المستديرة قبيل بدء اجتماع القادة في قمة السبع، حيث تحدثا لفترة، قبل أن يدور حديث ثانٍ بعد الاجتماع دون الكشف عن تفاصيل المحادثات الجانبية.

يذكر أنه يوليو/ تموز 2023 جرت محاولة للتحفيف من حدة التوتر من خلال ترتيب لقاء بين الرئيسين على هامش منتدى سان بطرسبرغ في روسيا، لكنها باءت بالفشل.

علاقات متوترة:

تدهورت العلاقات بين الجزائر والإمارات في عام 2020، بعدما صرح الرئيس الجزائري تبون خلال حوار تلفزيوني وصف فيه اتفاقات التطبيع الثلاثي بين الإمارات والمغرب والبحرين، مع إسرائيل بأنه “هرولة”.

كما ظهر جليا امتناع الرئيس الجزائري عن زيارة الإمارات، خلال جولة خليجية كانت قد شملت في مارس/ آذار 2022 كلاً من قطر والكويت، وزار قبلها الرياض.

كما شهدت الفترة تراشقات إعلامية بين الجانبين، وعمل الذباب الإلكتروني الإماراتي على مهاجمة الجزائر، في الوقت الذي اتهمت فيه الصحف الجزائرية الإمارات بتهديد أمنها القومي، ومحاولة اختلاق الفوضى بالمنطقة.

في يناير/ كانون الثاني الماضي، عقد المجلس الأعلى للأمن القومي في الجزائراجتماعاً وعبّر عن أسفه للتصرفات العدائية المسجلة ضد الجزائر، من طرف بلد عربي شقيق، ووجه حينها “آخر إنذار لهذا البلد بهذا الشأن”، (قصد بها الإمارات).

بعدها بثلاثة أشهر صرح الرئيس تبون في حوار صحافي بُثّ قبل ثلاثة أشهر إن “هناك دولة شقيقة تقوم بضخّ أموال لإثارة الفتنة في كثير من الدول”، ومنها ليبيا والسودان واليمن.

هرولة بن زايد:

أكد الخبراء والباحثين أن سعي بن زايد خلال الفترة الماضية لاسترضاء الجزائر هو ما يعني فشل الألاعيب الإماراتية لنشر الفوضى وتهديد الأمن الوطني الجزائري.

بينما أشار آخرون إلى أنها هدنة إماراتية مؤقتة بسبب فشل محاولات تهديد الجزائر، حتى تحين الفرصة في وقت آخر لتدبير الخطط التي نقود أمن الجزائر من جديد، وفقا للخطط الشيطانية لعائلة بن زايد.

هل تعد هرولة بن زايد نتاج فشل حقيقي أمام قوة الجزائر؟ أم هدنة مؤقتة لإعادة الكرة مرة أخرى؟