لم يجن الشعب السعودي منذ وصول ولي العهد محمد بن سلمان للحكم سوى الوعود والخيبات المتتالية علاوة عن الأزمات التي لم تطرأ على شعب المملكة الغنية بالنفط منذ عقود.

مملكة النفط باتت تشهد ارتفاع في معدلات الفقر والبطالة والتضخم وأصبح أهلها في أزمة اقتصادية مع ارتفاع معدلات الضرائب التي فرضها ملك السعودية المرتقب.

بل وأصبحت الآن تعاني عجز بالميزانية ودخلت بقوة أبواب الدين وباتت في مأزق حقيقي بعد تبخر أحلام ولي العهد محمد بن سلمان الذي أنفق مقدرات المملكة على مشاريع الصحراء الوهمية.

والآن وبعد أكثر من ثماني سنوات على توليه الحكم اضطرت المملكة إلى مراجعة ميزانية مشاريع ولي العهد الضخمة وسط أنباء بتقليص تلك الميزانيات لمحاولة إنقاذ الوضع.

خطة التقليص

قالت وكالة بلومبيرغ إن لجنة حكومية يقودها الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد محمد بن سلمان، توشك على الانتهاء من مراجعة شاملة للمشاريع الضخمة بما في ذلك مشروع تطوير الصحراء المترامية الأطراف المعروف باسم نيوم.

نيوم التي يجري تطويرها على ساحل البحر الأحمر، من المتوقع أن يتم تخصيص 20% أقل من ميزانيتها المستهدفة لهذا العام، وهو المشروع الأضخم لولي العهد السعودي.

كذلك من بين المشاريع الأخرى التي يجري تقليصها مشروع القدية الساحلي، وهو مشروع سياحي وترفيهي لم يتم الإعلان عنه في جدة على البحر الأحمر والذي كانت ميزانيته المحتملة تبلغ 50 مليار دولار في وقت ما.

فيما تمثل هذه التخفيضات تحولاً في أولويات المملكة العربية السعودية، التي أعلنت بموجب خطة رؤية 2030 لإعادة تشكيل الاقتصاد عن مشاريع تقدر تكلفتها بـ 1.25 تريليون دولار.

إنهاك الاقتصاد السعودي

علق خبراء اقتصاديون على أوضاع المملكة الحرجة وعلى رأسهم جان ميشيل صليبا، الخبير الاقتصادي في بنك أوف أمريكا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي قال “”الحقيقة هي أن هذا النوع من الإنفاق سيخلق نوعًا من الانهاك في الاقتصاد، وهذا أمر غير مرغوب فيه حقًا. “هناك أيضًا خطر على ربحية المشروعات إذا استمرت نوعًا ما دون قيود مالية”.

كذلك كانت السعودية قالت في ديسمبر الماضي إن بعض المشاريع سيتم تأجيلها أو تسريعها بعد أن راجعت الحكومة قدرتها على تمويل التزاماتها دون التأثير على تصنيفها الائتماني.

ذلك بالتزامن مع كشف خبراء آخرون أن رؤية 2030 قد لا تعكس النوايا الأولية للسعودية، إلا أن “تحجيم” المشاريع مشيرين إلى أن “ما يفعلونه فيما يتعلق بتعديل هذه المشاريع هو أفضل لأنهم باتوا يدركون أن المجازفة دون عقلانية لا تأتي بخير على المملكة.

اقرأ أيضًا : كيف اخترقت الشركات الأمنية الإسرائيلية السوق السعودية في عهد بن سلمان؟