تسبب انسحاب جو بايدن من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في إرباك كبير لحسابات عدد من رؤساء الدول الأخرى خاصة دول الشرق الأوسط التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات متشابكة من الصعب إعادة ترتيبها مرة أخرى في حال اختلفت أيدلوجيات الإدارة الجديدة.
حسب خبراء ومحللين فان ولي العهد السعودي على رأس هذه القائمة، إذ أوضح أحد الخبراء أن فوز كامالا هاريس في الانتخابات لن يكون الخيار المرجح لمحمد بن سلمان، وسيجعله أكثر حذرًا في التعامل مع الإدارة الجديدة.
في حوار خاص، قال ماثيو بوروز، الباحث في مركز ستيمسون للأبحاث: “إن وجود مرشحة رئاسية ليبرالية مثل كامالا هاريس، قريبة من نشطاء حقوق الإنسان سيكون أمرًا مثيرًا للقلق لابن سلمان”.
وأوضح بوروز أن ولي العهد السعودي سيكون قلقًا من أن الديمقراطيين في ظل الليبرالية هاريس سيكونون أكثر انتقادًا فيما يتعلق “السجل السعودي الكئيب لحقوق الإنسان”.
كان موقف هاريس، خلال الحملة الانتخابية عام 2020، واضحًا بشأن اغتيال خاشقجي، ووصفته بأنه “هجوم على الصحفيين في كل مكان”، ودعمت صراحة التشريع في مجلس الشيوخ لجعل المزيد من المعلومات حول وفاته علنية.
بالإضافة إلى ذلك، صرحت هاريس خلال تلك الحملة بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى “إعادة تقييم علاقتنا مع المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، باستخدام نفوذنا للدفاع عن القيم والمصالح الأمريكية”.
بالرغم من ذلك، انتهى الأمر بالبيت الأبيض في عهد بايدن إلى التوصل إلى نوع من الاتفاق مع ولي العهد محمد، مع التركيز على معارضة إيران والسعي إلى الاستقرار في الشرق الأوسط.
لكن بوروز قال بأن هاريس قد تنقلب على سياسة بايدن، مضيفًا أنها قد تصبح عقبة أمام هدف الولايات المتحدة المتمثل في تطبيع المملكة العربية السعودية لعلاقاتها مع إسرائيل، وهي حليف إقليمي رئيسي آخر للولايات المتحدة.
سعت الولايات المتحدة منذ عهد ترامب إلى التوسط في علاقات أفضل بين الدول العربية وإسرائيل جزئيًا لتشكيل ثقل موازن للنفوذ الإقليمي الإيراني.
ولفت بوروز إلى أن ولي العهد محمد قد يتردد في التعاون مع هاريس بعد أن رأى كيف يمكن إجبار زعيم أمريكي على التنحي بسبب الضغط من داخل حزبه.
من جانبه، أعلن فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، اتفاقه مع وجهة النظر القائلة بأن فوز هاريس لن يكن مرحبًا به عند محمد بن سلمان. وقال جرجس “ربما كان تنحي بايدن بمثابة صدمة لحكام الشرق الأوسط الذين لم يعتادوا على التخلي عن السلطة بهذه السهولة… شعارهم هو البقاء في السلطة (حتى يفرقنا الموت).
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا