يزداد قمع محمد بن سلمان يوما بعد يوم على المواطنين السعوديين وحتى المقيمين أما في الخارج فإن السعوديين في المهجر لا يكادوا يأمنون على أنفسهم من غدارات ولي العهد الباطش.

بن سلمان الذي افتتح عهده بإرسال فرقة الموت إلى تركيا لقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي حيث قاموا بقتله وتقطعيه بالمنشار في جريمة اهتز لها العالم.

كذلك عمد ولي العهد على مطاردة السعوديين في الخارج وسط تطويره أجهزة التجسس لابتزازهم تحديد أماكنهم وتتبعهم وهو ما جعلهم يعيشون في خوف متلازم ويضطر بعضهم للتنقل بشكل دائم.

مؤخرا خرجت للنور دراسة استقصائية تكشف عن تزايد أعداد السعوديين في الخارج خوفا من بطش بن سلمان كذلك تزداد مخاوفهم من ولي العهد الذي يبطش بكل معارضيه دون رحمة.

نسبة كبيرة 

كشفت منظمة القسط في دراسة استقصائيّة أحوال المواطنين السعوديّين في المهجر وقد عنونت الدراسة باسم “المغتربون السعوديّون: مجتمع متنامٍ من المهاجرين واللاجئين”.

فيما تتناول الدراسة الأسباب التي تدفع أعدادًا متزايدة من السعوديين إلى الفرار من بلادهم الغنيّة، والتحديّات المستمرّة التي يواجهونها أثناء العيش في الخارج، ومن بينها المراقبة الإلكترونيّة والمضايقات عبر الإنترنت التي تمارسها السلطات السعوديّة.

طبقًا لبيانات مفوضيّة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، شهد عدد السعوديين الفارين من بلادهم والطالبين اللجوء في الخارج زيادة كبيرة خلال العقد الماضي، وهي الفترة التي شهدت أيضًا زيادة ملحوظة في الاستبداد وفقدان الحريّة في السعوديّة.

وشارك في دراسة القسط الاستقصائيّة، التي أُجريت في أوائل العام 2024، مجموعة متنوعة من الأفراد تعكس التنوع الديموغرافي للسعوديّة نفسها، كما قد حدّدت نسبة عالية (46%) أنفسهم على أنهم لاجئون أو طالبي لجوء.

المخاوف تزداد

أكدت الدراسة أنه قد غادر المواطنون السعوديّة لأسباب متنوعة، لكنّ أكثر الأسباب التي تكرّر ذكرها كانت انعدام الحريّة السياسيّة (63%) والشعور بالضعف بسبب نشاطهم أو نشاط أفراد عائلاتهم.

كما ذكرت الدراسة نسبة مرتفعة بشكل مفاجئ العنف الأسري (25%)، حيث كان فشل النظام السعودي في توفير الحماية هو العامل الذي دفع بالضحايا إلى اللجوء إلى الخارج بحثًا عن الأمان.

كما اعتقدت الغالبيّة العظمى (93.5%) أنهم لن يكونوا آمنين إذا ما عادوا إلى السعوديّة، حتى ولو قدّمت لهم السلطات ضمانات بالسلامة، وعند سؤالهم عن الصعوبات التي واجهوها في العيش بالخارج، سواء في حياتهم الشخصيّة أو فيما يتعلّق بوضعهم القانوني وآفاق حياتهم المهنيّة، كانت المشاكل المتعلّقة بالمال والوظائف والمسكن هي أكثر المشاكل التي تكرّر ذكرها.

ومع ذلك، شكّلت المراقبة الإلكترونيّة (44%) والمضايقات من المتصيّدين عبر الإنترنت (34%) قضايا مهمّة للعديد من السعوديّين المقيمين في المهجر، وأفاد ثلث جميع المستجيبين حالات الصحّة العقليّة بما في ذلك الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة.

اقرأ أيضًا : تحت مسمى مكافحة الإرهاب.. كيف يخنق بن سلمان المعارضة؟