اقتحم مئات المستوطنين صباح اليوم الثلاثاء باحات المسجد الأقصى المبارك في ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل”، وذلك تحت حماية وحراسة مشددة من قوات الاحتلال، التي فرضت قيودًا صارمة في محيط المسجد والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.

وشارك في هذه الاقتحامات وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل يتسحاك فاسرلوف، بالإضافة إلى رئيس إدارة ما يسمى بـ”جبل الهيكل” الحاخام شمشون إلبويم، وعضو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية عميت هاليفي من حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

في ضوء هذه الأحداث، يدرس حزب “يهدوت هتوراه” الديني الإسرائيلي موقفه من البقاء في حكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أن أقدم بن غفير على انتهاك قدسية المسجد الأقصى من خلال اقتحامه رفقة مئات المستوطنين المتطرفين وأداء طقوس تلمودية واستفزازية.

وقال عضو الكنيست موشيه غافني في منشور على منصة “إكس”: “المساس بقدسية جبل الهيكل (المسجد الأقصى) والوضع القائم لا يعني شيئًا للوزير بن غفير، الذي يتحدى رجال إسرائيل العظماء والحاخامات الكبار منذ أجيال”، على حد تعبيره.

وأضاف غافني: “الضرر الذي يلحقه بالشعب اليهودي كبير بشكل لا يطاق، كما أنه يثير كراهية لا مبرر لها في يوم خراب الهيكل”. وتابع: “سيتعين علينا التشاور مع الحاخامات لمعرفة ما إذا كان يمكننا الاستمرار في الشراكة معه (بن غفير)، وسنوضح ذلك لرئيس الوزراء أيضًا”.

يذكر أن حزب “يهدوت هتوراه” يلتزم بالفتوى الصادرة عن حاخامات إسرائيل منذ العام 1967، التي تمنع اقتحام منطقة المسجد الأقصى بسبب “عدم توفر عنصر الطهارة”، ويلتزم معظم الإسرائيليين بهذه الفتوى ويمتنعون عن الاقتراب من منطقة المسجد الأقصى، حيث يعتقد غالبية اليهود أن المسجد الأقصى أقيم على أنقاض الهيكل.

ومع ذلك، تعارض مجموعات إسرائيلية صغيرة، بما في ذلك حزب “القوة اليهودية” الذي يقوده بن غفير، هذه الفتوى وتدعو إلى اقتحام المسجد وأداء الصلوات فيه بهدف إقامة الهيكل على أنقاضه.

وفي رسالة فيديو من داخل المسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، قال بن غفير خلال الاقتحامات الواسعة التي نفذها المستوطنون المتطرفون: “لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في تعزيز سيادة إسرائيل هنا. سياستنا هي السماح لليهود بالصلاة”.

اقرأ أيضًا : غارات ليلية تودي بأرواح أطفال فلسطينيين في عدد من مناطق القطاع