تحل اليوم الذكرى الحادية عشرة لمجزرة ميدان رابعة العدوية، والتي تُعد من أكبر المجازر في العصر الحديث، حيث شهدت مصر واحدة من أبشع العمليات القمعية بقيادة الانقلابيين، وعلى رأسهم الجنرال عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع في ذلك الوقت.
الفاجعة كانت في 14 أغسطس 2013، وكان يوماً دموياً ومؤلماً، حيث قُتل أكثر من 5000 شخص في يوم واحد، مما عكس حجم الفاجعة والألم الذي تعرض له الشعب المصري.
كشفت تلك المجزرة للعالم وجوهًا كثيرة كانت مختبئة خلف الستار، كما أظهرت الدور الذي لعبته بعض الدول في دعم الانقلاب الدموي الذي قتل العباد وأهدر مقدرات البلاد فكيف تم ذلك؟.
دور الإمارات والسعودية
برز محمد بن زايد، الرئيس الإماراتي كأحد أبرز الوجوه التي تكشفت حقيقتها بعد المجزرة، فقد دعم الانقلاب العسكري في مصر ليس فقط بالمال، بل قدم أيضًا الأوامر التي أدت إلى قتل المتظاهرين ولا يزال بن زايد يواصل مطاردة المعارضين المصريين في الخارج لصالح النظام الحالي في مصر.
أما آل سعود، فقد لعبوا دورًا بارزًا في دعم الانقلابيين، بدءًا من الملك عبد الله بن عبد العزيز، مرورًا بالملك سلمان، وصولاً إلى ولي العهد محمد بن سلمان. استخدم آل سعود المال ووسائل أخرى لتسهيل الانقلاب العسكري، بدءًا من دعم حركة تمرد التي دعت إلى سحب الثقة من الرئيس مرسي، وصولاً إلى تمويل الإعلام الذي شوه صورة الرئيس مرسي وأدى إلى دعم تدخل الجيش.
التدخلات الإقليمية وأسبابها
تولى الرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، رئاسة الجمهورية في يونيو 2012. لكن مرسي واجه العديد من المشاكل والعقبات، منها الأزمات الاقتصادية والسياسية، وسوء إدارة الطاقة والوقود، مما ساهم في تدهور صورته لدى الجمهور، وذلك بفضل الإعلام الذي كان موجهًا ضد حكومته.
مولت الإمارات حركة تمرد ورفعت من وتيرة الحملات الإعلامية ضد مرسي، مما ساعد على تهيئة الأجواء للانقلاب. بالمقابل، رفض الملك عبد الله بن عبد العزيز طلب الرئيس مرسي بتقديم الدعم لمصر للخروج من الأزمة، لكنه قدم دعمًا كبيرًا لمصر بعد الانقلاب بقيادة السيسي.
كان العداء بين محمد بن زايد والملك عبد الله بن عبد العزيز ومرسي نابعًا من رفض الأخير لتبعية مصر لدول الخليج ومحاولته الاستقلال بالرأي. كان مرسي، الذي جاء من خلفية ثورية، يشكل تهديدًا للأنظمة الاستبدادية في المنطقة، وكان لديه مواقف مشرفة تجاه قضايا صحية وسورية وفلسطينية، مما زاد من استعداء القوى الإقليمية له.
تضاف إلى ذلك، التقارير التي تفيد بأن محمد بن زايد قال إنه سيعمل على إسقاط مرسي مهما كلف الأمر. وبالفعل، نجح الانقلاب، لكن ذلك كشف عن الوجوه الحقيقية التي تحدث عن الإنسانية والسعادة، بينما دعمت في الحقيقة نظامًا سفاحًا قتل الآلاف من المصريين وسجن آخرين، وما زال يتشبث بالحكم بفضل دعم هذه القوى.
في الختام، تبقى الذكرى العاشرة لمجزرة رابعة العدوية تذكيرًا بصعوبة الأوقات السياسية والأمنية التي تمر بها مصر، وبأهمية الكشف عن الأدوار التي لعبتها بعض الأطراف الإقليمية في تأجيج الصراعات ودعم الأنظمة القمعية.
اقرأ أيضًا : إعدام بتهمة التعاطف.. كيف يستمر بن سلمان في قتل السعوديين؟
اضف تعليقا