تعد المملكة العربية السعودية من أشد الدول قمعا في المنطقة العربية والشرق الأوسط خاصة بعدما اعتلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحكم وفرض حكم الحديد والنار على المملكة.

بن سلمان بدء عهده بحملة أمنية شرسة على العلماء والأكاديميين ونخبة من مفكري المملكة حتى العسكريين وأبناء الأسرة المالكة لم يسلموا من بن سلمان فقد اعتقل ابن عمه الأمير محمد بن نايف ولي العهد السابق.

وعلى هذا النهج أصبحت المملكة بمثابة سجن كبير وهو ما دعا نواب بمجلس الشيوخ الأمريكي بوصف السعودية بالدولة البوليسية مطالبين لوضع حد لانتهاكات محمد بن سلمان.

دولة السعودية البوليسية

وصف عشرات من النواب الديمقراطيين في مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس الأمريكي المملكة العربية السعودية بأنها دولة بوليسية، في انتقاد جديد لسياسات ولي العهد محمد بن سلمان، 

كما وجه 32 نائبًا رسالة إلى الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، مطالبين بالضغط الفوري للإفراج غير المشروط عن معتقلي الرأي في السعودية.

وصف النواب المملكة بأنها “دولة بوليسية”، معربين عن قلقهم العميق إزاء استمرار حملة القمع على حرية التعبير ومصير العديد من الأشخاص الذين تم محاكمتهم ظلماً وسجنهم في السعودية. 

من جهة أخرى، تطرقت الرسالة إلى أسماء عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان وناشطات حقوق المرأة، منهم أقارب لمواطنين أمريكيين، الذين واجهوا السجن لعقود أو تم فرض حظر سفر عليهم بسبب سياسة السلطات السعودية التي لا تتسامح مع الفكر النقدي والمعارضة السياسية.

ومن بين الأسماء المذكورة في الرسالة، الأكاديمي والمدافع عن حقوق الإنسان محمد القحطاني، الذي اختفى قسريًا منذ انتهاء عقوبته البالغة 10 سنوات في نوفمبر 2022. كما شملت الناشط عبد الرحمن السدحان، المحكوم عليه بالسجن 20 عامًا بسبب منشورات ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي اختفى هو الآخر قسريًا منذ عام 2021. ورجل الدين الإصلاحي سلمان العودة، المحتجز منذ سبتمبر 2017، والذي لا تزال محاكمته معلقة رغم طلب النيابة العامة عقوبة الإعدام بتهم تتعلق بحرية التعبير.

وعود لم تتحقق

الرسالة سلطت الضوء أيضًا على قضايا سلمى الشهاب ونورة القحطاني، اللتين تقضيان أحكامًا بالسجن 27 و45 عامًا على التوالي بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم حقوق المرأة. إضافة إلى المدافع عن حقوق الإنسان وليد أبو الخير، المحكوم عليه بالسجن 15 عامًا، ومدربة الرياضة مناهل العتيبي، التي حُكم عليها سرًا بالسجن 11 عامًا بسبب اختياراتها للملابس ودعمها لحقوق المرأة.

ومنذ تولي جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة قبل نحو أربع سنوات، تعهد بتحدي سجل حقوق الإنسان في السعودية، على عكس إدارة ترامب السابقة. إلا أن الوعود بإعادة ضبط العلاقات الأمريكية السعودية لم تتحقق، خاصة بعد أزمة الطاقة في عام 2022 نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا. 

ورغم ذلك، سمح بايدن وقادة عالميون آخرون لمحمد بن سلمان بالعودة إلى الساحة الدولية دون محاسبة، مما تزامن مع موجة جديدة من القمع في السعودية.

اقرأ أيضًا : أحد عشر عاما على مجزرة رابعة العدوية.. كيف دبرت أنظمة “السعودية والإمارات” لسقوط الدولة المصرية؟