أكد الخبير العسكري الفلسطيني نضال أبو زيد أن كمين كتائب القسام الذي وقع في محور “نتساريم” يعكس تطورًا لافتًا في تكتيكات المقاومة الفلسطينية واختيارها لأهداف ذات دلالات سياسية وعسكرية. وأشار إلى أن الكمين نفذه مقاومون جدد في صفوف “القسام”، مما يدل على قدرة الجناح العسكري لحركة حماس على تعزيز قوتها البشرية وتطوير أساليبها القتالية بعد شهور من القتال المستمر.
وأوضح أبو زيد في حديثه أن العملية التي تم تنفيذها على محور “نتساريم” تظهر أن المقاومة ما زالت تحتفظ بقدراتها الاستطلاعية، وقادرة على رصد تحركات قوات الاحتلال واختيار الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ هجمات فعالة. كما أن الكمين أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف قوات الاحتلال، مما يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية تمتلك القدرة على المبادرة والتحكم في مجريات القتال على الرغم من الضغوط العسكرية الهائلة التي تواجهها.
وأضاف أن “نتساريم” يعد من المحاور الحيوية والاستراتيجية، نظرًا لقربه من مناطق سكنية فلسطينية، وقدرة المقاومة على تنفيذ عملية نوعية في هذا المحور يعكس مدى التماسك الذي يتمتع به عناصر المقاومة. وأشار إلى أن الاحتلال يعاني من مشاكل في إدارة المعركة على الأرض، حيث يفشل في تأمين خطوط الإمداد وحماية قواته من الكمائن التي تنصبها المقاومة الفلسطينية.
وأكد أبو زيد أن المقاومة الفلسطينية تطور تكتيكاتها بناءً على تجربة القتال الميدانية والاحتكاك المباشر مع قوات الاحتلال. وقال إن هذه التطورات تظهر بشكل واضح في العمليات الأخيرة التي نفذتها كتائب القسام، وخاصة في كمائن “نتساريم” و”البريج” التي أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تستفيد من الدعم الشعبي الكبير الذي تحظى به، والذي يعزز من قدرتها على الاستمرار في القتال وتوجيه ضربات موجعة للاحتلال، مشددًا على أن المرحلة القادمة ستشهد المزيد من العمليات النوعية التي ستزيد من تعقيد الوضع الأمني والعسكري للاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية.
وختم حديثه بالقول إن المقاومة الفلسطينية لم تستنفد كل إمكانياتها بعد، وأنها ما زالت تحتفظ بأوراق قوة قد تفاجئ الاحتلال في الأيام المقبلة.
اقرأ أيضًا : استطلاعات الرأي تظهر تقدمًا لكامالا هاريس على دونالد ترامب
اضف تعليقا